@ كم هو رائع ذلك التوجه الجديد الذي سلكه وبكل شجاعة المسؤولون عن كرة القدم السعودية والمتمثل في حالة التجديد الشاملة التي خضع لها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم واختيار كم هائل من الدماء الشابة التي كانت تنتظر فرصة المشاركة الدولية على أحر من الجمر. ولن أتطرق هنا للأسماء فالجميع يعرف ان معظم عناصر المنتخب الحالي حظيت بوسام الشرف الدولي لأول مرة. بل ان الغالبية العظمى منهم لم تتح لها فرصة المشاركة الدولية مع المنتخبات السنية الأخرى سواء على مستوى الناشئين أو الشباب أو الأولمبي وهذا يؤكد أن بداخل اللاعبين شغفا كبيرا للمشاركة الدولية وأنهم جميعا حريصون كل الحرص على استثمار تلك الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر مستقبلا لأحد منهم والأجمل من ذلك ان المسؤولين وضعوا هؤلاء النخبة أمام امتحان حقيقي لاثبات جدارتهم وتأكيد أحقيتهم بشرف تمثيل الأخضر من خلال المشاركة في بطولة كأس العرب التي ستنطلق بعد أيام في دولة الكويت واستمرار المشوار الدولي لكل منهم مرهون بنجاحه في هذا الاختبار الميداني.
والنظرة الثاقبة للمسؤولين عن الكرة السعودية تتطلب الكثير من الصبر وجني الثمار الطيبة يحتاج لمزيد من الجهد والعرق وليعلم نجوم المستقبل ان استمارة تقييم كل منهم ليست محصورة فقط في النتائج بل هي تضم مجموعة من الهوامش الدقيقة والمعايير الواقعية والتي من أبرزها التحلي بالخلق الرفيع وتنفيذ التعليمات الادارية بدقة متناهية واظهار الروح القتالية داخل الملعب وعدم توفير أي نقطة عرق من شأنها خدمة المنتخب والحرص الدائم على تقديم ما يرضي طموحات المسؤولين والجماهير. واذا تم تنفيذ تلك البنود فإن النتائج تبقى في علم الغيب وبيد رب العالمين. وعندئذ لن يضطر المسؤولون الى استبعاد أي لاعب كان ومازال وسيظل حلم الاستمرار مع الأخضر يراوده مع بزوغ نجوميته الدولية. ولا شك في ان أبواب المنتخب مفتوحة وقد يتم استدعاء نجوم آخرين يكونون بدلاء لكل من يتقاعس أو لا يتقيد بتنفيذ التعليمات وليعلم نجوم الأخضر المتواجدون على الساحل الشرقي ان فرصة الدخول الى عالم الشهرة الدولية متوافرة أمامهم من خلال تصفيات ونهائيات كأس أمم آسيا وتصفيات كأس العالم ومن ثم بلوغ مونديال 2006م في ألمانيا اذا قدر الجميع حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل منهم ونجح في امتحان كأس العرب وواصل نجاحه بعد كأس العرب.
ترقبوا المونديال
تعيش الجماهير السعودية حالة ترقب لانطلاق منافسات كأس العالم للشباب والتي ستقام في الامارات لمشاهدة منتخبنا للشباب وهو ينازل اكبر المدارس الكروية العالمية وبالتالي مسح الصورة الباهتة التي صاحبت مشاركتنا في مونديال الكبار في كوريا واليابان وهذا لن يتحقق بالكلام والبهرجة الاعلامية بل يحتاج للمزيد من الاعداد المكثف والطويل والاحتكاك المستمر والمتواصل وأخيرا العزيمة والاصرار من جانب اللاعبين فهم محور عملية النجاح.
الأجانب والصداع المستمر
يوما بعد يوم يؤكد معظم اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي أنهم مقالب شربتها الفرق السعودية وان الكثير منهم (أي اللاعبون الأجانب) لا يستحقون شرف الاحتراف في الدوري السعودي أو حتى مجرد المشاركة المحدودة مع الفرق السعودية وهذه حقيقة لا تخفى على الكثيرين من المتابعين والنقاد ولمعرفة الفرق في عملية الاستفادة من اللاعبين الأجانب علينا متابعة أحداث الدوري الاماراتي والأجانب المشاركين فيه الذين يتمتعون بالسمعة الدولية والعطاء السخي مما ساهم في ارتفاع معدل الحضور الجماهيري والمتابعة الاعلامية.
قبل الوداع
بلاتشي أو (صائد البطولات) عاد من جديد لترتيب فريق الهلال وصاحب ذلك تأييد جماهيري وشرفي واداري واسع النطاق وهنا تظهر رابطة العشق التي تربط هذا المدرب بالفريق الهلالي. فلا يكاد أي تصريح يدلي به بلاتشي لأي من وسائل الاعلام يخلو من الإطراء والتغني بالهلال حتى وهو يعمل مدربا بالدول المجاورة أما المسؤولون بنادي الهلال فكان بلاتشي خيارهم الوحيد.. ترى ماذا يخبىء القدر لهذا المدرب؟ وهل سيستمر في وظيفته الى آخر الموسم؟ وماذا عن العلاقة الباردة (وليست المتوترة) بين المدرب ونجوم الهلال الكبار.
خاطرة الوداع
ودعنا شهر الخيرات وأتمنى أن نكون قد ودعناه بقلوب متحابة ومتصافية وأن يكون الشهر الكريم قد أنسانا خلافات الماضي.