يعترض صديقي هيمة من وقت لآخر على تناولي الكتابي مثله مثل اي قارىء وبالاخص عندما اناقش مسائل اجتماعية وخارج دوائر اختصاصي ومعرفتي.. ودوما ما اتعامل مع رأي اخينا هيمة وغيره من القراء بمبدأ نسبية الامور في الحياة.. فالتصنيف للمسائل والقضايا والموضوعات والافكار بمنطق جاد/ وتافه مسألة شخصية تماما بحسب ادوارنا ومواقعنا وخبراتنا الحياتية والتي تتسم بعدم الاستقرار هي الاخرى من زمن لآخر.. فالتافه والجاد ليس فقط نسبية وانطباعية ومتفاوتة، وانما تحكمها حالاتنا المزاجية وطبيعة الظروف الداخلية لدى كل واحد منا.. وماهو سخيف وتافه بالنسبة لي قد يكون عكس ذلك تماما لدى سين او صاد من الناس، بل قد يغير الواحد منا حكمه على الامور حسب حالاتنا المزاجية او تغيير اوضاعنا بالسلب والايجاب.. وشيء طبيعي ان تتفاوت نظرتنا وتقييمنا لما حولنا في رؤوسنا من لحظة لاخرى ومن دور لآخر.. ومع اننا قد نعرف كل هذا، الا اننا نصدر احكامنا التصنيفية هذه على من يطرح فكرة او يناقش ظاهرة وبالاخص من يكتبون للجمهور او يطلون عليهم من خلال التليفزيون او الراديو.. بطبيعة الحال، انا اتحاشى دوما القوالب سواء في الافكار او السلوكيات لا لشيء ، وانما وظيفة الكتابة او الظهور في وسائل الاعلام على الجمهور تملي على الكاتب التحرك على مساحات عريضة من الهم او الشأن الجمعي الذي يمثل القاسم المشترك الاعظم ان صح التعبير لاهتمامات الجمهور.
اخونا هيمة على اية حال مثله مثل الغالب الاعم من القراء الذين ينكرون على كاتبهم المفضل تناوله موضوعات قد لا تروق لهم او تخرج الكاتب عن القالب الذي تعودوا حشره فيه.. بل قد يصل الحال بالبعض الى الربط بين الكاتب وما يطرحه من مواقف وهموم بشكل او بآخر، لربما كانت هذه المعيارية صحيحة في واقعنا اليومي كافراد او مثلما نقول (كل على همه سرى) ولكن بالنسبة للكاتب تصبح المسألة تقمصا ومعايشته لما حوله دون ان يكون له ناقة او جمل في المسألة، ومسؤوليتي ان اعبر عن مسائل جادة او تافهة وابدي ربما رأيي دونما فرض على القارىء لكن ليس شرطا ان تمثل عالمي او اهتماماتي.