عزيزي رئيس التحرير... ربما كان تناول هذا الموضوع فيه شيء من الإعادة والتكرار فقد كتب حوله الكثير وتناولته أقلام العديد من الكتاب والمفكرين ولكننا اليوم نحاول أن نسلط مزيدا من الضوء على أحد أهم جوانبه.. فمما لا شك فيه أن الإنترنت أصبحت قدرا محتوما وواقعا مرفوضا ما علينا غير القبول به والرضا بحلوه ومره.. فتعاطي الإنترنت فيه منافع للناس وربما كان ضرره أكثر من نفعه, هذا الضرر لا يقتصر على ما تحتويه الشبكة من مواقع إباحية وما تحمله من معتقدات فاسدة بل يتعداه للنيل من مجتمعات بأسرها بمحاولة الغزو الفكري لعقول شبابها وبث روح الكره واثارة الفتن بين ابناء الشعب الواحد بل وبين أبناء الدين الواحد, ولعل ساحات الحوار ومنتديات النقاش وغرف المحادثة هي الوسيلة المستخدمة للوصول إلى هذه الغاية ومن خلال التجربة يمكن لأي شخص واع أن يدرك هذا بكل بساطة.
والقائمون على إدارة هذه الساحات يجتهدون في إضفاء الصبغة العامة للمجتمعات المستهدفة على أنفسهم ويحاولون الظهور بمظهر الشمعة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين محاولين ايهام المستخدم العادي بأن ساحاتهم لا تعدو كونها مكانا للحريات لا يقل منزلة عن حديقة (هايد بارك) في غياب الرقابة الحقيقية التي لا تتمثل في الحجب والحذف ومحاولة وضع حزام العفة على خصر هذه الشبكة, ففك حزام الإنترنت وعملية كسر البروكسي وتخطيه لا تصعب حتى على المستخدم العادي متى ما حصل على عنوان موقع يؤدي له هذه المهمة.. أما الرقابة الحقيقية فلن تكون إلا بوجود الرأي السديد المقنع والجريء في نفس الوقت - على الشبكة - والذي يجذب القارئ ويخاطب عقله وهذا هو العنصر المفقود بالفعل فالمواقع الرسمية أو التي تمثل وجهة النظر الحقيقية للمجتمعات لا تحمل سوى موضوعات جافة وحقائق مجردة ومزاولة الوصاية على الكتابات والآراء التي يطرحها المستخدم لا تقابل إلا بالحذف وعدم إدارجها في نفس الوقت حتى تتم عملية مراجعتها وتحليلها وتمحيصها ومرورها على مقص الرقيب لتهذيبها وربما كان الكاتب أكثر وعيا وإداركا من بعض من يشغلون مهمة الرقابة على مثل هذه المنتديات الرسمية .. وقريبا إن شاء الله سأحدثكم عن تجربتي الشخصية ككاتب بإحدى أبرز هذه الساحات الحوارية وكيف حكمت عليها بأنها بالفعل وسيلة مراد الوصول بها إلى غاية غير نبيلة - رغم أنني لست من أنصار نظرية المؤامرة - ولكنها محاولة متواضعة لدرء هذا الضرر المتزايد يوما بعد آخر.
@@ عيد إبراهيم