(احنا يابنتي مش عايشين في حتت الناس الهاي اللي تشوف وتقول مالناش دعوى.. احنا في عابدين) عبارة قصيرة وعلى قصرها تقول الكثير مما يناسب احوال معظم الناس في المجتمعات العربية بعد ان مستها يد التطور الاخلاقي بأبشع صوره هذا ما أراده أسامة انور عكاشة من حكاية اميرة في عابدين. حيث يدفع الناس ضريبة الارتقاء الاجتماعي من اخلاقياتهم وسبل تعاملهم.
ان مدلول تلك العبارة يشير الى امرين اولهما ان الناس في الاحياء الشعبية يحركهم الفضول دائما لمعرفة ما يدور حولهم، ولكن مدلولها الاقوى من خلال السياق العام للاحداث هو ان الناس هناك يهتمون دائما بشؤون الآخرين من حولهم للاطمئنان عليهم ومد يد العون لهم عند الحاجة حتى ولوكان بالمواساة والكلمة الطيبة. هناك يفرحون لفرحك ويأسون لأساك, هناك تجد الشهامة والمروءة وعندما اقول هناك لا اعني سكان شارع البابلي في حي عابدين فقط ولكني اعني كل مكان تجد فيه القيم الاخلاقية التي كادت تندثر الا عند من رحم ربي وهم للاسف قلة قليلة.
ان التخلي عن الاصول الاخلاقية العربية الاسلامية اخذ شكلا آخر يظن العاملون به انه يناسب روح التطور وتبدل الاحوال بين الناس وهي احوال ما تبدلت الا بنا حيث سمحنا لها باسم الرقي ان تتحول الى خلايا سرطانية سريعة التحرك نحو الهاوية اذ سرعان ما تتسبب في انحدارنا وبالتالي ضعفنا وقصورنا عن اداء الدور الانساني الذي يفترض فينا ان نقدمه لبعضنا بعضا ولا نلتفت لماحل بنا من تغيرات.. فنحن نقول: كيف الحال ونحن نتوقع الاجابة.. الحمدلله. نعم الحمد الله ولكن المسؤول لو كان يدرك انه لو باح بحاله وبهمه وجد عونا او توجيها او مساندة لقال وافصح.
نحن نقول.. عظم الله اجرك فاذا بالمعزى يقول بعد ان ينفض العزاء.. استغربت زيارة فلان فأنا لم أره منذ سنوات لقد اصبح ماكان يراد به الحب والوصل مجرد عبارات باردة ومن العجيب اننا نتمسك بها بقوة ونؤديها بقوة سواء كنا نحب او نكره او لا نشعر بأي شعور لانها هي فقط مابقي لنا وان كانت ايضا قد بدت عليها علامات التحول عندما نقول مات فلان ابن خال الوزير الذي كان، وأخ المستشار الفذلكان وعم المدير حجة الزمان.. واذا ماجلسنا في المجلس قلنا الغزو الفكري والفضائيات وقلنا وعدنا فيهما كثيرا وما هما الا افراز لذلك الضعف والهوان من انفسنا على انفسنا.. الم يقل الشاعر:==1==
من يهن يسهل الهوان عليه==0==
==0==مالجـــــرح بمــــــــــيت ايلام==2==