تعتبر المهن محورا يدور حوله النشاط البشري المنتج وهي تراكم لتراث انساني يعكس المستوى الحضاري في المنطقة التي تزاول فيها تلك المهن، وتمثل المهن ادوارا اجتماعية تتحرك في اطار النظم الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق اهداف التنمية، والمهن الهندسية بمختلف تخصصاتها انما هي المحرك الرئيسي لعجلة التنمية الصناعية، والاقتصادية، واذا ما تحدثنا عن مهنة الهندسة تحديدا فان المكتب الهندسي يمثل نواة الثقافة المهنية بالاضافة الى المهندس والمعماري اللذين يلعبان دورا اساسيا في الحفاظ على تلك الثقافة ويعملان على تطويرها، ربما نحتاج هنا ان نفهم كيف ينشأ وينمو المكتب الهندسي وما هي الانماط المخلتفة لنمو وانهيار المكاتب الهندسية، تناقش (دانا كف) نمو المكتب المعماري وتطوره بقولها ان المكتب يبدأ صغيرا، وينمو على الاقل ببطء خلال السنين، ويغير مظهره الخارجي عبر الوقت.. هناك المكاتب التي لا تنمو ولا تتغير كثيرا، ومثل هذه المكاتب عادة ما تتشبث بقائد واحد او مجموعة ثابتة من القادة، وغالبا ما تؤدي وفاة القائد الى موت المنظمة، وهذه المجموعة ايضا تضم المنظمات التي يكونها صغار المهندسين والمعماريين ويبدؤون بانفسهم، بالاضافة للمؤسسات التي يؤسسها اشخاص لا يقبلون بأي شركاء.
ولو حاولنا ان نبين الصيغة التي تشكل بها مفهوم المكتب الهندسي في المملكة سنجد ان هناك خللا كبيرا فيما يمكن ان نسميه مكتبا هندسيا وطنيا او محليا، فبالاضافة الى تركيبة العاملين في المكاتب الهندسية التي تغلب عليها الخبرات الاجنبية مع ندرة المهندسين السعوديين فانه لا توجد خبرة هندسية محلية بالمعنى الحقيقي لعدم وجود النظام الذي يحفظ الحد الادنى من الجودة والحد الادنى من الاجور، خصوصا ان علاقة الاجور بالجودة هي احدى الاليات القادرة على توطين الخبرة الهندسية واعداد مهنيين مؤهلين لانه عندما تكون هناك جودة في العمل سيكون هناك اجر يتناسب مع هذه الجودة وبهذا يكون هناك دافع للمعرفة وتحسين الاداء، كما ان توفر القدرة المالية سيؤدي حتما الى تبني معماريين ومهندسين مواطنين ودفع اجور لهم تتناسب مع متطلبات الوضع الاجتماعي والمعيشي في المملكة، ان تدهور اسعار العمل الهندسي الناتج عن اكتظاظ السوق المهنية الهندسية بالمهندسين ذوي الدخل المنخفض ادى في كثير من الاحيان الى تحول المكتب الهندسي الى مؤسسة تجارية لا يهمها جودة العمل بقدر ما يهمها عدد المشاريع التي ستقوم بتصميمها شهريا.
ربما تعود المشكلة المهنية التي نعيشها في الوقت الراهن للخصوصية التاريخية التي مرت بها السوق المهنية في المملكة، فرغم ان التحول الى الاعتماد على المعماريين المواطنين يعود الى بداية السبعينيات والذي جعل المعماري (سكوت) يشير في منتصف السبعينيات من القرن العشرين الى ان الفرص غير المحدودة التي كانت متاحة للشركات المهنية الامريكية للعمل في المملكة لم تعد متاحة بعد عودة المعماريين السعوديين الذين درسوا في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاوروبية. على ان ذلك لم يحدث فعلا، فبعد مرور ثلاثة عقود تقريبا نجد ان اغلب المشاريع المؤثرة والكبيرة مازالت تذهب للشركات القادمة من اعالي البحار. بالتأكيد ان مثله هذه الحالة لابد ان تقلص من فرصة بناء الخبرة الوطنية في مجال العمارة وتجعل من فرصة بناء مكاتب كبيرة في المملكة صعبة الحدوث وتزيد من حدة المنافسة على الحصول على المشاريع الامر الذي لابد ان ينعكس على النتاج المعماري نفسه. فاذا كانت الممارسة المهنية في المملكة ظلت تعاني وعلى مدى اكثرمن ثلاثة عقود من المنافسة الحادة وغير العادلة من الشركات الاجنبية والتي واذا كنا نرى ان ممارسة المهنة تبدأ بالحصول على المشروع، وبالنظر لتعدد اساليب الحصول على المشاريع المعمارية (كالمسابقات والعلاقات الخاصة) علاوة على تدنى الاسعار فان دراسة خصائص السوق المهنية في المملكة بظروفها الحالية، وفهم الانماط التي يتبعها كثير من المكاتب الاستشارية للحصول على المشاريع سيتيح لنا الفرصة لتحديد الملامح الثقافية التي تجعل من مهنة العمارة مهنة ذات ارتباط وثيق بالنسق الاجتماعي اكثر من كونها مهنة ذات نظم خاصة بالمسابقة المعمارية وان كثيرا من المكاتب لا تحصل على مشاريعها من خلال التنافس على جودة التصميم او من خلال المسابقات المعمارية كما هو متبع في كثير من دول العالم بل من خلال التنافس على اقل الاسعار، فان هذا الوضع يثير تساؤلا كبيرا عن مستوى العمل المعماري في المملكة بشكل عام. ان من الملاحظ في السوق المهنية السعودية ان التعامل يتم من خلال نظام محدد من الشبكات والاتصالات، كما ان الحصول على المشاريع غالبا ما يتم عن طريق الاقارب او العلاقات الاجتماعية ونادرا ما يكون للابداع في التصميم دور في الحصول على العمل مما يثير مسألة ثقافية مهمة تمس مجتمعنا السعودي وهي مسألة (القبلية) فنحن مازلنا مجتمعا قبليا، وترى احدى الدراسات انه وعلى الرغم من ان الجوانب المادية التي نشأت عن اكتشاف النفط اضعفت الروابط الاجتماعية فقد تراجع مفهوم القبيلة ليبرز مفهوم الاسرة خصوصا في المدن الكبيرة، كما ان قيم التعليم اصبحت قيما اساسية وتضخمت الفردية نتيجة للاحساس بالذات الذي اوجده الاستقلال الاقتصادي وارتفاع مستوى دخل الفرد. كما ان هناك من يؤكد ان التقليدية مازالت مسيطرة على المجتمع السعودي الحديث، هذا الرأي تدعمه الدراسة التي اجريت عام 1985م عن المجتمع السعودي والتي تشير الى ان المظاهر التقليدية والمظاهر المستحدثة للروابط التقليدية تعمل بفاعلية متقاربة وانها نشطة بالقدر الذي جعل الاتصال بكل منها على مستوى متقارب من التغير، فبقدر ما يتقبل الشخص بعض المظاهر المستحدثة فانه يدفع بعض المظاهر التقليدية وبقدر ما يتقبل بعض المظاهر التقليدية فانه يرفض بعض المظاهر المستحدثة.
اساليب الحصول على المشاريع:
لتركيز موضوع الدراسة كان لابد لنا ان نقوم بتصنيف الاساليب المتبعة للحصول على المشاريع في المكاتب المعمارية في المملكة، وقد تم تصنيفها استنادا على نوع الاسلوب الى ثلاثة اصناف على النحو التالي:
- الاساليب الدعائية والاعلانية: وهي تلك الوسائل المرتبطة بامور التسويق والدعاية والاعلان والعلاقات العامة مع الافراد والمكاتب الاخرى.
- الاساليب الاجتماعية والعائلية: وهي الاساليب المتبعة في اطار العلاقات الاجتماعية كالقرابة والنسب والصداقة.
- الاساليب المهنية: وهي الاساليب المتعلقة بالممارسة المهنية الفعلية مثل الدخول في المناقصات والعطاءات التنافسية والمسابقات المعمارية، اضافة لمستوى ادارة المكتب ووجود معماريين متميزين يعملون فيه. وبالرغم من ان كثيرا من المتخصصين يعتبرون ان الاسلوب الاعلاني والدعائي انما هو جزء اساسي من مهنية المكتب فاننا فضلنا في هذه الدراسة الفصل بين الاسلوبين المهني والاعلامي لكي نتحقق من مدى قناعة المكاتب المعمارية في المملكة بتطوير اساليبها الدعائية والتسويقية في سبيل الحصول على العمل المعماري.
الاساليب الدعائية والاعلانية:
ويندرج تحت هذا المحور كل ما يمت بصلة للتسويق والدعاية والاعلان والعلاقات العامة والعلاقات الجيدة مع المكاتب الاخرى، وقد اوضح (بيتر روتلاند) ان كثيرا من المنشآت المعمارية لا تهتم بالتسويق كنشاط مساند في الممارسة المهنية لعدة اسباب مثل اعتبار التسويق غير مهم والنظر اليه على انه نشاط غير مهني بالاضافة الى عدم توفر المهارات التسويقية المطلوبة. وقد قسم روتلاند دورة حياة السوق المهنية الى اربع مراحل: مرحلة البداية وفيها تكون السوق معروفة حديثا والمنافسة متدنية، مرحلة النمو وفيها يتصاعد التنافس، مرحلة النضج وفيها يكون الامداد قد بدأ يتجاوز الاحتياج وتهدأ حدة المنافسة، مرحلة الانهيار وفيها يصبح التنافس محموما وتنخفض المشاريع المتوفرة وقد يحدث في هذه المرحلة اعادة نمو ولكن بشكل محدود للمنشآت القوية وذات التنافسية العالية، واشار روتلاند الى ان سوق المهنة المعمارية في المملكة تعيش في مرحلتي النضج والانهيار، وهو ما يعطي مؤشرا على المنافسة الشديدة، واضاف بانه في هذا الوقت بالذات تلعب مهارات التسويق دورا هاما في ابقاء المنشأة في وضع تنافسي مقبول في السوق. كان متوسط الموافقة والرفض على ان وسائل الاعلام السمعية والبصرية قد ساعدت في زيادة حصول المكتب على المشاريع (73%) الذي سبق شرحه فان هذه النسبة تعطي مدلولا على الموافقة، اما متوسط مؤشر الموافقة على ان وضع اللوحات الاعلانية للمكتب في مواقع تنفيذ المشاريع التي قام بتصميمها المكتب قد ساعد على الحصول على المشاريع فقد بلغ (88%) وهذه النسبة تعطي مدولولا على الموافقة بشدة. ربما يفسر هذا عزوف كثير من المكاتب المعمارية الاعلان عن نفسها في المجلات المتخصصة او الصحف والمجلات العامة فوجود قناعة ان الدعاية الحقيقية للمعماري هي عمله هو جعل اغلب العينة المدروسة ترى ان وجود لوحة تعرف بالمكتب في المشاريع التي صممها المكتب اهم من أي اعلان آخر. ربما يرتبط هذا بالاسلوب الذي تعود عليه السعوديون في اختيار المكتب المعماري، فغالبا ما يقوم من يريد تصميم مسكنه بالبحث عن المصمم من خلال مشاهدته لكثير من المساكن التي في طور الانشاء والسؤال عن مصمميها.
وعلى الرغم اننا نعيش في عصر العولمة وتدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت الا ان متوسط مؤشر الموافقة على ان وسائل الاتصالات المتعددة مثل شبكة الانترنت قد ساعدت في الحصول على المشاريع لم يتجاوز (62%) وهذه النسبة تعطي مدلولا بالموافقة ولكنها قريبا جدا من مدلول الحياد، وقد يكون سبب ذلك اما عدم معرفة هذه المكاتب باهمية هذه التقنية مما حدا بهم لعدم استخدامها او قناعة تلك المكاتب بعدم استناد الزبائن على هذه الوسيلة عند بحثهم عن مكتب هندسي يؤدي لهم العمل المطلوب، والذي نراه ان الاعتماد على شبكة الانترنت في المستقبل سيكون له تأثير كبير في تسويق الخدمات المهنية مع تزايد تفاعل المجتمع معها ومع تفهم المكاتب الهندسية لاهميتها وانشاء مواقع خاصة بهم. ولقد بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان وجو قسم خاص بالعلاقات العامة في المكتب الهندسي قد ساعد على حصول المكتب على المشاريع (73%) وهذه النسبة تعطي مدلولا على الموالفقة وان كنا نرى ان مفهوم العلاقات العامة لم يتطور بعد في مهنة العمارة من خلال تحكيم المشاريع والتحدث للآخرين عن عمله واقناعهم به. الذي نراه ان المجتمع السعوي لم يكن يتقبل فكرة التسويق المباشر، وان كنا نرى ان هناك مؤشرا لتقبل هذا الاسلوب. اما علاقات المكتب مع المكاتب الهندسية الاخرى قد ساعدت على الحصول على المشاريع بنسبة (68%) وهو ما يعطي مدلولا بالموافقة من قبل عينة الدراسة. وهذه النسبة قد تبين مدى المنافسة بين المكاتب الهندسية والمعمارية في المملكة فهذه النسبة هي اقرب للحياد وهذا قد يفسر تزايد اعداد المكاتب الهندسية في المملكة والخليج العربي. فكرة التعاون بين المكاتب غير واردة عند كثير من اصحاب المكاتب الهندسية الا في شكلها النظري، أي انه من حيث المبدأ لا يوجد مانع من التعاون اما من الناحية العملية فتوجد صعوبات متعددة لعل اهمها العامل الثقافي الذي لا يشجع العمل تحت مظلة الاخرين.
الاساليب الاجتماعية والعائلية
لابد ان نشير الى ان المجتمع السعودي مازال محافظا على تركيبته التقليدية الامر الذي يجعل من الاعتماد على العائلة واسم العائلة له تأثير كبير على الحصول على المشاريع دون اغفال للجودة التي بدأت تشكل مع شبكة العلاقات الاجتماعية احد اهم الاساليب للحصول على المشاريع، فقد بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض للعينة على ان اتصالات وعلاقات صاحب المكتب الاجتماعية قد ساعدت في الحصول على المشاريع (90%)، وهذه النسبة العالية تعطي مدلولا واضحا على الموافقة بشدة، من جهة اخرى فقد بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان الاقارب والاصدقاء يساعدون المكتب على الحصول على المشاريع (84%)، وهذه النسبة العالية مؤشر واضح على ان العلاقات العائلية والاجتماعية لصاحب المكتب كالقرابات والنسب والصداقات تلعب دورا هاما في حصول المكاتب الهندسية في المملكة على المشاريع.. وهذا كان متوقعا ومع ذلك فاننا نرى ان زيادة الوعي لدى افراد المجتمع والرغبة المتزايدة في الحصول على مشاريع ذات جودة عالية سوف تغير من هذا الاسلوب في الحصول على المشاريع مستقبلا وان كنا نتوقع ان تقترن الجودة بالعلاقات الاجتماعية والاسرية اكثر وتصبح اسلوبا متكاملا للحصول على المشاريع.
ربما يؤكد هذا نسبة الموافقة العالية على ان بعض عملاء المكتب ساعدوا في استقطاب عملاء جدد من الاقارب والاصدقاء فقط بلغ (89%) وهذه النسبة العالية تعطي مدلولا على امكانية تلازم الجودة مع النظام الاجتماعي القائم على القرابة حيث يتعدى تأثير القرابة في هذه الحالة صاحب المكتب الى عملاء المكتب مما يجعل الجودة عاملا مؤثرا في تنشيط عامل القرابة للحصول على مشاريع مستقبلية للمكتب.
الاساليب المهنية
بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان المكتب يحصل على المشاريع من خلال الدخول في المناقصات والعطاءات التنافسية (74%) وهذه النسبة تعطي مدلولا على الموافقة وان كانت متدنية نسبيا، كما بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان الدخول في المسابقات المعمارية يساعد على جذب المشاريع للمكتب (79%) وهذه النسبة تعطي مدلولا على ان المسابقة المعمارية من حيث الفكرة مقبولة بين المعماريين لتطوير مقدرتهم المهنية، على ان علمهم المسبق بعدم وجود نظام لمثل هذه المسابقات يحد بشكل كبير من الاعتماد عليها كاسلوب لحصول على المشاريع اما متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان اتباع المكتب لنظام وفلسفة وافكار تصميمية معينة قد ساعد على الحصول على المشاريع (85%) وهذه النسبة تؤكد فكرة الجودة التي بدأت تسعى لها المكاتب المعمارية خصوصا مع زيادة حدة المنافسة وارتفاع وعي الناس بقيمة العمل المعماري.
يؤكد ذلك متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان وجود نظام اداري متميز شجع على ثقة الناس بالمكتب وبالتالي الحصول على المشاريع (87%)، وهذه النسبة تعطي مدلولا على الموافقة بشدة، بينما بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان وجو معماريين متميزين في المكتب شجع الكثيرين على التعامل مع المكتب (92%) وهذه النسبة تعطي مدلولا على الموافقة بشدة. كما بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان جودة المشاريع التي صممها المكتب قد ساعدت في الحصول على المشاريع (93%) وهذه النسبة تعطي مدلولا واضحا على الموافقة بشدة وقد بلغ متوسط مؤشر الموافقة والرفض على ان وجود الخبرة الهندسية في المكتب قد ساعد على كسب المشاريع الجيدة (89%) وهذه النسبة تعطي مدلولا على ما سبق وان ذكرنا من خصائص المجتع السعودي الذي يعتمد على المعاينة المباشرة لعمل المعماري قبل اسناد العمل اليه او على صلة القرابة سواء كانت المباشرة او عن طريق عميل سابق تعامل مع المكتب الهندسي.
تأثير اسلوب الحصول على العمل المهني على النتاج المعماري
تعطي هذه الدارسة تصورا عاما عن الوضع الذي يمكن ان يكون عليه حالة النتاج المعماري في المدن السعودية المختلفة، وفي الحقيقة ان النتاج المعماري في المملكة يعبر عن هذا التدهور الذي تعيشه المهنة فنحن لا نعتقد ان الاساليب المتبعة للحصول على المشاريع تساعد على بروز معماريين متميزين فخلافا على ان المشاريع الكبرى عادة ما تذهب للشركات القادمة من الخارج، فان كثيرا من المشاريع المنفذة في مدن المملكة لم يقم بتصميمها معماريون متميزون بقدر ما قام بها (معماريون تجار) وهؤلاء التجار لم يحاولوا ابدا التعامل مع العمارة كفكر بقدر ما تعاملوا معها كوظيفة وكشكل سطحي، كما ان هؤلاء التجار لم يسعوا ابدا للتصميم بايديهم بقدر ما تعاملوا مع مكاتبهم الهندسية والمعمارية كمؤسسات تجارية تضم عددا من المعماريين والمهندسين الاجانب هم من يقومون بالعمل فعلا. بالتالي لم يستطع هؤلاء صناعة عمارة متميزة ولم يستطيعوا ايجاد اجيال من المعماريين السعوديين القادرين على بناء تجربة تراكمية.