سعادة رئيس تحرير جريدة (اليوم) الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يسرني كثيرا وبصفتي أحد محبي هذه الجريدة ان اشكركم والقائمين على الجريدة الغراء على ما تبذلونه من جهد حتى تصل الينا هذه الصفحات المشرقة التي تتميز بتنوع وشمولية المواضيع المطروحة.. أتمنى لكم مزيدا من التقدم والنجاح.
في ظاهرة غريبة وغير حضارية ألبتة، تنم عن قلة وعي وإدراك من أهلها كانت قد اندثرت مع صفحات السنين الماضية وها هي اليوم قد ولدت من جديد لدى بعض العوام ممن تستهويه هذه الظاهرة التي جاء الدين الإسلامي ليمقتها أيما مقت وشدد على أصحابها بالوعيد الشديد. قد تسألوني اعزائي القراء عن هذه الظاهرة ولعلكم في شوق لمعرفتها هذه الظاهرة بكل أسف هي ظاهرة التسول! نعم التسول فهي ليست بجديدة بل طريقة التسول عند إشارات المرور هي الجديدة والمتبعة عند بعض العوام في استمالة قلوب الناس، نحن لم نكتف بهؤلاء في الأسواق وأماكن التجمعات البشرية والمساجد حيث يعلو صراخهم بعد الصلاة ليبددوا ثوب الخشوع لدى المصلين حتى نجدهم عند إشارات المرور لم يبق منهم الا ان ينتظروا كل شخص عند باب بيته حتى يعطيهم. وما يقصم ظهر البعير أن تفشي هذه الظاهرة لم يأت إلا مع توافد الزوار والمصطافين للمنطقة ترى ماهي النظرة السلبية من الزوار تجاه هؤلاء الناس الذين لم يشحذوا همتهم للكسب الحلال وترى عزيزي القارىء وانت تجوب شوارع مدينة الخبر كشارع الظهران مثلا وشارع الملك عبدالعزيز فلول المتسولين عند الاشارات الرئيسية ليس فقط في إشارة واحدة على الاقل بل في جميع إشارات التقاطعات والمشكلة ان الغالب من هؤلاء هم من النساء والاطفال المتراوحة اعمارهم ما بين السابعة الى الثالثة عشرة فتجد الأم في اشارة والابن في اشارة اخرى مما يوحي اليك عزيزي القارىء بأنك امام شبكة منظمة وموزعة على الشوارع الكبيرة والرئيسية في انحاء مدينة الخبر ولا تراهم الا من بعد المغرب وحتى العاشرة مساء وكأنهم في دوام رسمي. لو نظرنا قليلا الى صفحة قديمة من صفحات التاريخ الناصع لأجدادنا قبل خمسين أو أربعين سنة لم يكونوا بهذه الطريقة مع شدة وشظف العيش وصعوبته ونحن اليوم نواكب عصر التقدم العلمي والتطور التكنولوجي ونواجه هذه الظاهرة أليس عيبا من هؤلاء ما يفعلونه بسمعتهم الا يخافون الله وقد قال فيهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما معناه: ان المتسول يأتي يوم القيامة ليس على وجهه قطعة لحم وذلك لإراقة ماء وجهه في الدنيا كما ان المتسول إنما يسأل من النار فليستقلل او ليستكثر كما قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورغب ديننا الحنيف الى الكسب الحلال وستر الحال وأثنى كثيرا على المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحاحا واذا قلنا ان الظروف قد قست عليهم فلا بأس فالفقر ليس عيبا لكن لم لا يتوجه هؤلاء الناس الى الجمعيات الخيرية المنتشرة بكثرة في هذه المنطقة المباركة ولله الحمد فهي ولو لم توفر للفقير سوى الستر والعفاف لكفت بها من اعانة للمحتاج.
أخيرا من المسئول عن هذه الظاهرة أهو المرور أم الدوريات الأمنية أم مكافحة التسول بالرغم من انك تجدهم يتسولون امام اعين الشرطي المناوب عند الاشارة ولكن لا احد يحرك ساكنا لما لا تتضافر الجهود في القضاء عليها وذلك بان يقوم الشرطي المناوب بابلاغ جهات الاختصاص كمكافحة التسول ليقوموا بدورهم بالقبض على هؤلاء ليردعوهم ويضعوا حدا لهذه المشكلة قبل ان تتضخم ويصبح الشباب والرجال يمارسون هذه الظاهرة وتصبح بحق وظيفة لكنها عند إشارة المرور.
ولكم تحياتي
طارق علي القاسم - الخبر