عزيزي رئيس التحرير
أثبتت الشابة الصغيرة البسيطة راندا غازي (16 سنة) والتي تقيم في إيطاليا مع والديها أن للكلمة دورها في الصراع العربي الإسرائيلي وأن لها تأثيرها البالغ تماماً كالمدفع والبندقية فكتابها البسيط (حالم بفلسطين) والذي يكشف عن بعض جرائم اليهود في فلسطين والمكتوب باللغة الإيطالية بيع منه ما يقرب من 14 ألف نسخة وترجم إلى الفرنسية والهولندية والانجليزية وسيترجم إلى لغات أخرى كثيرة ..
وهذا الكتاب والحدث الذي صاحبه، رسالة قوية إلى كتابنا الأفاضل أصحاب الأقلام المسترخية والأراء الرنانة حول عدم جدوى الكتابة باللغات الأخرى وعدم مخاطبة الأخر بدعوى عدم إهتمامه بما نكتب واسألهم هنا عن أسباب ثورة مركز (سيمون ويزنتال) اليهودي على الكتاب وناشريه .. واسألهم عن سبب ترجمه هذه الكتاب إلى لغات عدة واسألهم عن سبب الاقبال على شراء الكتاب، وقراءته.
أيها الكتاب والروائيون والقاصون والشعراء العرب يامن يصولون ويجولون في أنحاء الوطن العربي يحصدون الجوائز الوهمية .. أين أنتم من بساطه راندا غازي وكتاباتها نعتقد أنها انطلقت من جانب انساني بعيداً عن التشدق بالوطنية والقومية وغيرها فهذه الأمور لم تتشكل بعد لدى الشابه لقد اثبتت هذه التجربة مدى تقصير كتابنا وأعلامنا من أختراق المجتمع الغربي بدعوى هيمنه الأعلام اليهودي والقوى اليهودية .. ربما يفلح اليهود في الضغوط على الناشرين في عدم طباعة الكتاب ثانية وربما يرفعون دعوى قضائية ولكنهم فشلوا في أن يحجبوا مشاعر راندا غازي وفي أن يمنعوا (14) ألف نسخة من البيع والتوزيع وفي أن يوقفوا ترجمه الكتاب إلى لغات عديدة ومنها العربية .... فها هي راندا القادمة من المجهول تحتل صفحات الجرائد بكتاب نعتقد أنها لم تتوقع له هذه الضجة .. وما يهمنا أننا كسبنا قلما بسيطا وتلقائيا من مهاجره مصرية في إيطاليا .. ربما يحرك أفكار وأقلام عشرة ملايين مهاجر عربي في أوروبا .
@@ محمد حامد الراشد ـ الخبر
