مع تدهور أسعار الخام (بترول دول منظمة الأوبك) في الاسواق العالمية بسبب التجاوزات في حصص انتاجها التي بلغت حوالي مليونين ونصف المليون برميل يوميا وعلى مدى 35 يوما مضت حتى الآن اصبح امرا مستحيلا على وزراء البترول لهذه المنظمة الدولية ان يقرروا رفع الانتاج وزيادته من مستواه الحالي الذي يبلغ 21.7 مليون برميل يوميا. إن سعر برميل بترول اوبك الذي وصل الى ثلاثين دولارا في وسط (معمعة) التصريحات الامريكية خلال اكتوبر 2002م حول نية الولايات المتحدة الامريكية ضرب العراق اذا لم ينصع الى اوامرها الصارمة بقبول فتح كل العراق امام لجان التفتيش الدولية.. الى آخر تلك التهديدات الانفعالية الدعائية الجوفاء تدهورت اسعار خام برنت (وهو سعر القياس الاوروبي اليومي لبترول منظمة الاوبك) بشكل فجائي، اذ فقد اكثر من ستة دولارات مرة واحدة.. الامر الذي عزز ما يقوله دائما خبراء البترول العالميين من ان (سوق البترول العالمي) سوق لا أمان لها.. وان من الخير لحكام دول الشرق الاوسط ان يحذروا تماما عند وضع سعر معقول بل ومتدن، كأساس لحسابات ايرادات الحكومات خلال العام المالي في كل سنة!
* إن تسجيل بورصة البترول الدولية، يوم 14 نوفمبر 2002م سعر 23 دولارا للبرميل من انتاج دول الاوبك لصفقات عن شهر ديسمبر المقبل، يعد تاريخيا بحق - وذلك ان السوق البترولية العالمية تصاب احيانا بنوع من (الجنون السعري) تعجز عقول الخبراء الاقتصاديين العالميين عن فهمها او تعليلها!
* هناك قول رددته الصحافة العالمية ومصادر الاخبار لوكالات الانباء، اذيع ونشر بشكل موسع تابعة - مثل غيري من الاختصاصيين لشئون البترول العالمية - وهو ان احتمالات زيادة اسعار بيع بترول اوبك لصفقات يناير عام 2003م يعود الى:
1/ ماهو متوقع من اضرابات لعمال البترول في فنزويلا خلال ديسمبر 2002م.
2/ عمليات تصفية (مراكز) في السوق البترولية العالمية بعد التذبذبات السعرية المرعبة التي حدثت في الاسبوع الثاني من نوفمبر 2002م اذا وقبل السعر الى 30 دولارا ثم انهار خلال اربع وعشرين ساعة الى 22.5 دولار في الاسواق الدولية!
* الاجتماع الوزاري القادم للاوبك في 12 ديسمبر 2002 سيكون - بدون شك - اجتماعا هاما بسبب ان موعد عقده سيأتي بعد 8 ديسمبر 2002م وهو الموعد المحدد من هيئة الامم المتحدة ليقدم العراق كشفا او بيانا متكاملا بما يملكه من اسلحة الدمار الشامل التي في حوزته وكذا ما في العراق من خبراء الشئون النووية الفتاكة، كل ذلك الى مجلس الأمن الدولي.. ومن هنا جاءت اهمية انعقاد اجتماع منظمة الاوبك في مؤتمر وزراء بترولها فاما ترتفع اسعار البترول بشكل ملحوظ، واما تنهار بشكل مخيف.. اما ان تبقى كما هي الآن فلا اعتقد ذلك.
