DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جيل اليوم غير

جيل اليوم غير

جيل اليوم غير
أخبار متعلقة
 
ارثي فعلا لحال المراهقين والشباب ممن تجاوزا العشرين بقليل، والمتهمين في نظرنا باللامسؤولية والفلتان والسطحية في التفكير وتردي مهارات القراءة والتحليل والتبصير عن انفسهم.. الاباء والامهات يلومون مناهج الحشو وغياب اساليب التربية المنتجة. والتربويون من جانبهم يلقون باللائمة على سلبية الاسرة هذه الايام وتخليها عن دورها التكميلي لمؤسسات التربية.. وسوق العمل هو الاخر يتهم مخرجات التعليم بالقصور في تأهيل طلاب يلبون احتياجات السوق الفعلية في المجتمع. وفي رأيي ان المسألة وان كان فيها شيء من الوجاهة في تحديث المناهج والتطوير لمهارات كوادر العملية التربوية وفي تضافر جهود الاسرة والمدرسة والمؤسسات الاعلامية والثقافية لتنشئة جيل قادر على قيادة المجتمع مستقبلا، فان الامر الذي نحن بحاجة للالتفات اليه هنا هو طبيعة عقلية جيل الحواسب والانترت والتليفزيون من قبل.. هي ببساطة مسألة وسائط واساليب مناسبة لمرحلة الثورة الالكترونية والتي تختلف اختلافا عريضا في توصيل المعلومة وفي بناء المعرفة عن جيل الكتاب ومنطق السطور الذي نشأنا نحن كجيل عليه عقلية جيل المعلومات هذه والتي تدربت على الاستجابة لما حولها بشكل متسارع واختزالي لحظي بنفس نبض وحركة الالكترونات في وسائط الاتصال التفاعلي اليوم.. وهذا عكس الجيل الذي تربى مثلنا على المنطق السطري للكتاب والصحيفة والقائم على ايقاع التسلسل والتراتبية للاشياء.. مجتمعات اليوم المتقدمة في السويد واليابان وامريكا يعيدون النظر في اساليب التربية والتعليم التقليدية والتي يصعب على جيل الحواسيب الانتماء اليها، ناهيك عن التماشي معها مثل اجيالنا نحن.. اصرارنا على توظيف اساليب الامس هو المسؤول في نظري عن حالة التنافر المعرفي التي يعايشها جيل التكنولوجيا معنا وهذا يعني اعادة هيكلة اساليب تعليم التلقين والحشو والتعمق في المضمون وتطويع مهارات كوادر التعليم لنتماشى مع مناهج الايقاع المتسارع والتي تبثه أداة التليفزيون وجهاز الحاسوب.