عندما يسير أي فرد من في طريق مضاء بمصابيح كهربائية يرى الطريق واضح المعالم أمامه يصل إلى هدفه بيسر وسهولة ودون عناء إن ذلك النور الذي انتشر في الطريق انبعث من المصباح الذي استمد طاقته من مولد كهربائي عبر الأسلاك والتوصيلات فجاءنا ذلك النور الحسي المادي الذي تراه الأعين المبصرة.
وعكس ذلك عندما نسير في طريق مظلم إما لعطل كهربائي أو طريق لم تصله الخدمة الكهربائية بعد فإننا نعاني كثيرا وخاصة في الليالي اللاقمرية عندما يضعف نور القمر ويكون الظلام شديدا فلا نرى طريقنا بوضوح ولا نصل إلى أهدافنا إلا بعد جهد جهيد وتعب ومشقة وقد نصل وقد نضل لأنه الظلام ذلك المادي الذي نراه ونشاهده بأم أعيننا.
ولكن هناك نور آخر وظلام آخر لا تشاهدهما بعينك ولو سلطت عليهما الأضواء ولو جئت بأحدث مجهر وأقوى مكبر لن تراهما ولكن ستحس بهما وتشعر بهما داخل النفس وتجد آثارهما بكل وضوح لمن كان له قلب.
أولهما طاعة الله عز وجل فإنها نور تنير لك طريق الحياة تبصر أول الطريق وآخره وتهديك إلى التفكير العميق الهادئ لتصل إلى القرارات السديدة تعطيك راحة في النفس وجمالا في الوجه واتزانا في الحركة وابتسامة مشرقة وكلمات حلوة وأذن سامعة وواعية إنها طاعة الرحمن عز وجل التي تولدت بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ويقين بوعده ووعيده أعلمت الآن ماهذا النور؟
أما ثانيهما فمعصية الله عز وجل فإنها تنشر الظلام في أرجاء نفسك وأعماق قلبك ومركز عقلك ومساحة صدرك وتجد آثار ذلك الظلام في عدم الراحة النفسية والتخبط في تصرفك والوحشة والكآبة والحزن وذهاب بهاء وجهك فارجع يا أخي عن المعصية وتب إلى الله عز وجل إنه التواب الرحيم تب إلى الله عز وجل لتفوز في الدارين الدنيا والآخرة.
إبراهيم أحمد الديري