جميع البشر يقعون تحت تصنيف ( النقص)!! فالنواقص كثيرة بتعداد البشر!، فلكل منا ميزة نقص فريدة يختص بها وحده.. وأحب أن أشير هنا إلى أن هذه المزية ( قد) يتصف بها شخص آخر في مكان آخر على سطح هذه الأرض!!.. وهذا التصنيف القاسي نوعاً ما، يقف على قدمين!، إحدى هاتين القدمين عكس الأخرى جذرياً.. ومع هذا التضاد المثير تجده قادراً على المشي والتحرك!!.. فالنهار والليل أكبر مثال على عظيم التضاد والتناقض وهذا بدوره يوصلنا إلى شاطئ يقوم عليه تساؤل كبير ((.. هل يمكن لإنسان أن يعيش وفي نفسه شيئان متناقضان؟؟..)) ولا أعنى هنا انفصام الشخصية!!.. وبرجوعنا إلى أساس المقال نجد أن النقص هو نقصان اثنان وبالتالي هناك نوعان أساسيان من الناس لكل منهم نقص معين. فأولئك الذين لا يملكون المال- على اعتبار أن المال هو الأساس في تصنيفنا القائم.. نجد أن النقص يستولي عليهم، ويتجسد النقص فيهم على أشكال عدة منها التكلفة.. والتحرش ومحاولة الاحتكاك بذوي النفوذ والمال، فهم لا يهدؤون.. يضعون كرامتهم على أرفف عفى عليها الزمن راضين بالاستحقار لأجل التشبه والتصنع الذي لا ينتهي مع شخص بعينه، بل تجدهم مع الأقوى.. الأغنى.. والأوسع نفوذا!!، ومن مميزات هؤلاء الفئة أنهم سريعو الاكتشاف وسهل جداً التعرف عليهم.. فيكفي أن يضعف القوي.. ويفتقر الغني.. فتجدهم ينسلخون عنه إنسلاخ الشعرة من العجين!!.. ولو نظرت للأمر بأعينهم لو جدت أن ذريعتهم تزعم أن النقص الذي يكتنفهم يزول بمجرد الاحتكاك بأناس معينين!!.. وبالرغم من هذا كله علينا أن نعترف بالقدرات الخاصة التي يتمتع بها أصحاب هذا الفئة، فميولهم التمثيلية.. وثقافتهم المقنعة.. وجهدهم البدني الخارق.. يعتبر جديراً (( بالاحترام))!! فاللص مثلاً يجب أن نعترف بذكائه وبقدرته ومهارته.. وأن هذا اللص لو وجد مثالاً (( صالحاً)) لنفعنا واستنفع!.. والنقص الآخر أو الطبقة الأخرى والتي ستناقض الأولى حتماً، هم بالطبع أصحاب المال والنفوذ، فهذا المال أو (( السلطة)) توجد لهم جواً مكهرباً مشحوناً هو في الأصل ( النقص) والذي يتمثل بالتكبر والكبرياء والعنجهية والغطرسة!!، والسؤال هنا.. لماذا الإستعلاء والتكبر على الآخرين في ظل وفرة المال والسلطة!؟؟، بمعنى آخر.. أصحاب السلطة والنفوذ.. هم في مواقع تهيىء لهم مناخ الوقار والهيبة المطلوبة.. فلماذا هذا التغطرس؟؟.. والجواب يرجعنا إلى صلب موضوعنا وهو (( النقص))!! فحتى يستشعروا علوهم يجب عليهم أن يتأففوا من باقي الخلق والنظر إليهم من زواية يعتقدون أنها زاوية الفرق!!، ويمكنني أن أصنف حالتهم تحت مسمى ( النقص الروحي)، وبرأيي هذا أخطر أنواع النقص.. فالصنف الأول على أقل تقدير.. يرجو هدفاً وغاية مادية بشكل أكبر- أما هؤلاء فمصيبتهم كبيرة!!.. وكما قال الفيزيائيون.. الاحتكاك يولد حرارة.. واحتكاك هاتين الطبقتين.. اوجد لنا طبقة تثير الاستغراب.. والفرح في نفس الوقت!!، فهذه الطبقة قضت على هذا التصنيف مشبوه..(( النقص)).. فكانت بذلك اللقاح الناجع.. والمنبثق من هذا التصنيف للنقص.. هذه الطبقة تقبع تحت مسمى (( التواضع))!!.. ونختم مقالنا بهذا السؤال..
(( .. أين مكان التواضع بين الليل والنهار؟؟..))
@@ خالد صالح العامر ــ بريدة