عزيزي رئيس التحرير
نحن الآن نتمتع بجو ربيعي رائع, هذا الجو سيستمر (إن شاء الله) على مدى أربعة أشهر.. نوفمبر.. ديسمبر.. يناير.. وفبراير.. وهي فرصة سانحة أدعو كل محب للديرة أن يزرع (وردة) في بيته في متجره وفي مكان عمله, ذلك لأن الورد سمة من سمات الألفة والمحبة والطيبة والسماحة.. كل من يزرع الورد لابد وأن يحب .. لابد وأن يعطي...
أتذكرون مدينة الجبيل الصناعية؟ تلك المدينة الوادعة على ضفاف خليجنا العربي إنها تحتفل على طريقتها الخاصة تستقبل زوارها بالورود إنها تستعد من الآن لاحتضان معرض (المليون وردة) في الهواء الطلق على السيف حيث الخضرة والماء والوجوه الطيبة وقد دأبت على استضافته كل عام في مثل هذا الوقت.. زوروها الآن ستجدون أنفسكم في جزء من العالم مليء بالورد والرياحين بالتأكيد ستحبونها فهي لوحة فنان مبدع أتقن بريشته عملا رائعا يستحق الثناء وهي أيضا صرح صناعي عملاق صنعته أيادي أهل الديرة.
في بلاد الهند الناس هناك يعشقون الورد بدليل أنهم يعانقونها صباح مساء برغم أنهم يعانون ضنك العيش وقلة ذات اليد لكنهم يتمسكون بالورد تمسكهم بالطعام حينما كنت في ديرتهم أنتقل بين الولايات, شدني اهتمام الناس بالورد فهم يعلقونها على صدورهم ويحملونها على رؤوسهم ويزينون بها سياراتهم خصوصا الـ(ركشا REKSHA) تلك العربة (المودرن MODERN) التي تدلف في أضيق الأزقة وتتجاوز كل الحدود صيفا وشتاء.. إن الورود وهي تتدلى تضفي جمالا وتفوح عطرا. تنطلق في الهواء موزعة عبيرها عبر القارة الهندية العملاقة تلكم القارة الفقيرة في مواردها الغنية بأهلها.
دعوة خاصة جدا أوجهها لكل أب أن يزرع في أبنائه حب الورود وأن يأخذهم معه للحدائق العامة والمنتزهات ليعيشوا فرحة (الورد) بمقدمهم. ودعوة خاصة لكل أم أن تنزل من صومعتها في الطابق العلوي (في فيلتها الأنيقة) وتصحب بنياتها إلى حديقة المنزل تعلمهن (الغراس) وما أحوجنا إليه. تعلمهن حب التعامل مع الأرض والتربة.. ديرتنا حلوة بأهلها حينما يزرعونها.. وما أجمل القوارير حينما تغرس غصنا رقيقا يشبهها..
في الصحافة المحلية نشرت أخبار مفادها: تقول الإحصائيات ان ما نسبته (20-30%) من إجمالي الورود في ديرتنا الطيبة ينتج على أرض تبوك.. وفي الصحافة العالمية وفي هولندا على وجه الخصوص أن هذا البلد الأوروبي يستورد من ديرتنا (ورودا نادرة) أليس خبرا مثل هذا يثلج الصدر؟ ويدخل السرور في النفوس؟ هي دعوة للفخر والاعتزاز بالديرة وبأهلها. هذه الأيام تطالعنا الصحف بأخبار سارة لأبناء الديرة أحد أحفاد الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز يتبرع ببناء (1000) وحدة سكنية للفقراء ويعلنها بصوت عال ان التكافل في بلد الخير مستمر لا ينقطع واننا باقون على ما تربينا عليه في بيت الطاعة والمحبة بيت عبد العزيز (طيب الله ثراه) مهما تحرش بنا الأعداء وساومونا على ديننا الحنيف فنحن مسلمون ونعتز بإسلامنا ولن نحيد عنه أبد الدهر.. هذا ما تفوه به أحد أبناء الديرة البررة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال صاحب الأيادي البيضاء ليس في الديرة فقط بل حتى خارج الحدود.
حينما تعود مريضا في مستشفى تحمل إليه باقة ورد لماذا؟ حينما تود لقاء من تحب تهديه وردة لماذا؟ حينما تستقبل عزيزا طال غيابه تقدم إليه الورد, وحينما تزف العروس يحيطونها بباقة ورد. لماذا كل هذا الاهتمام بالورد؟ ديرتنا حلوة بأهلها حينما تزدان بحلة خضراء وقلوب بيضاء وأياد معطاءة في بلد يزخر بالخيرات بما من الله عليه من فيض زرقة وعظيم منة وكرمة (ولئن شكرتم لأزيدنكم..) ديرتنا ما مثلها مثل وإن سافرت ديار العالم لن تجد مثيلا لها لأنها مهبط الوحي والحصن الحصين لكل من ينشد الطمأنينة والسياحة الرصينة.. تجول فيها أنى شئت لن ترى ما يخدش حياءك أو ينغص عليك راحتك.. وهذه علامة تميزنا عن الغير(Trade Mark) بأننا اهل للسياحة العائلية وعلم من أعلامها يشهد لنا القاصي والداني.
حفظ الله مليكنا وقائد نهضتنا والد الجميع خادم الحرمين الشريفين وعضيده وساعده الأيمن وسنده سمو ولي العهد الأمين وكل من صاحبه في جولته على بيوت أهل الديرة القديمة..
@@ عبدالعزيز عبدالله المشرف