عندما تزدحم السماء بالسحب المثقلة وكأنها في عرس تتباهى كل منها أمام الأخرى بفستانها وهي تمضي في رقص ساحر على نغمات عذبة.. عندها يكون هنالك وعد صادق بتساقط حبات المطر.
عندها أفر بنفسي للمضي قدما تحت تلك القطرات الدافئة.. وكأن لسان حالي يقول.. أهلا بك.. فتخاطب الارض المطر فتقول: عانقتك بعد طول الغياب.. والنبات يشدو قائلا.. غبت وحنيت وعاد بك الشوق الينا.. فدمت لنا.
حينما اسمع تلك الترحيبات وما بها من كلمات.
أصرخ بأعلى صوتي.. وأقول: أيها الحزن كفاك قسوة.
فليس بك من جديد.. مادام حظي عنيدا.
وانا أسمع كلماتي تضيع هباء.. فتعصف رياح باردة.. فتمسح عبرتي.. وتؤنس وحدتي.. وعند توقف المطر عن النزول.. تتملكني الحيرة والألم.. حينها أعود الى حيث كنت وأنا أجر أذيال الخيبة والتعاسة مع بصيص من الأمل.
حينها أقف أمام نافذتي وأرقب السماء لعل السحب تعود مجددا وتحيي السماء برقصات عابرة.
عطره الزهراني
"شمس المحبة"