استقبل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ظهر الاثنين الماضي بمقر الديوان الملكي بعمان صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة رئيس وفد المملكة المشارك في مؤتمر المنتدى السابع لليونسكو والجامعات حول التراث والذي تنظمه جامعة اليرموك بأربد بالأردن.
ورافق سموه في الزيارة القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة الأردنية الهاشمية سعادة الأستاذ حامد الغامدي.
وعقد المنتدى الذي يختتم اعماله غدا الاربعاء تحت شعار (حماية التراث العالمي والسياحة العالمية), وناقشت اوراقه موضوعات حول التراث الحضاري والتنمية المستدامة, والتراث الحضاري والعولمة, واستراتيجيات ومبادىء وطرق صيانة وترميم التراث الحضاري والاقتصاد والسياحة والقطاع الخاص بالاضافة الى موضوعات حول السياحة والمجتمع المحلي, واخلاقيات مهنة السياحة ودور المتاحف في الترويج السياحي وللمحافظة على التراث.
وقد رأس سمو الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وفدا يضم كلا من: الدكتور عبدالرحمن الانصاري عضو المجلس الاستشاري للهيئة, والدكتور سعد الراشد وكيل وزارة المعارف للآثار والمتاحف, والدكتور على غبان المشرف على برنامج الثقافة والتراث بالهيئة, ود. خليل المعيقل رئيس قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود, والدكتور زاهر بن عبدالرحمن عثمان مدير عام مؤسسة التراث.من جهة اخرى اشار سموه في الكلمة التي القاها أمس في جامعة اليرموك الى أهمية التراث الثقافي لكل أمة, وضرورة الحفاظ عليه, ولفت الى ان التراث الثقافي ليس (موردا اقتصاديا) فحسب بل تراثا للانسانية يجب تعزيزه والحفاظ عليه.
وذكر سمو الامير سلطان أن المملكة العربية السعودية تولي عناية فائقة بالتراث الثقافي كجزء من التراث العالمي, مشيرا في هذا الصدد الى جهود الهيئة العليا للسياحة في حصر موارد التراث الوطني.
وقال سموه: انه لا يمكن لأمة تبحث عن الاستمرارية الحضارية ان تتجاهل نماذج تراثها الثقافي التي تضم بين ثناياها كثيرا من الأسس والمبادىء والدروس حيث لابد من استقراء تلك النماذج للاستفادة منها في توجهاتها المستقبلية.
وقال سموه اننا بحاجة لاستيعاب تراثنا وان نستلهم منه ما سيساعدنا على ممارسة درونا الحضاري المأمول وخاصة في منطقتنا العربية فهي منطقة حباها الله بتاريخ عريق وثقافة غنية ثم خصها بأن كانت مهد الأديان السماوية التي جاءت مؤكدة خصوصية الانسان ومكانته مضيفا ان استلهام وتأصيل ثقافتنا العريقة وتراثنا المميز واستيعاب وتطوير هذه المقومات يجب ان يكون في اطار ثوابتنا, واشار الى انه في ظل العولمة الحضارية والثقافية التي يعيشها العالم اليوم, فان العالم احوج ما يكون لان ينهض بهذا الجزء منه ليساهم مجددا في صناعة التاريخ وتشكيل المستقبل.واكد ان العالم يشهد تمازجا ثقافيا غير مسبوق في هذا الوقت, جراء تطور وسائل الاتصال والاعلام والمواصلات, وان الفراغ المعلوماتي بين الشعوب من ثقافاتها المتنوعة قد سبب كثيرا من حالات التوتر بين هذه الشعوب والثقافات, وان السياحة الثقافية سيكون لها دور كبير في تخفيف هذا التوتر بين هذه الشعوب والثقافات, وان السياحة الثقافية سيكون لها دور كبير في تخفيف هذا التوتر وايجاد الوعي المطلوب حول تعدد الثقافات والتراث المتنوع للشعوب, وتحدث عما تقوم به الهيئة العليا للسياحة في اطار تعاون المملكة مع مختلف الدول العربية والاسلامية في مجالات المحافظة على التراث العمراني للدول العربية والاسلامية, لافتا الى تعاون المملكة الوثيق مع اليونسكو وغيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية في هذا الاطار.
