الكل يعلم ويقدر ما تبذله الدولة وما يسعى اليه المسؤولون لايجاد فرص العمل لابناء هذا الوطن ولكن ان وجدت فغالبا ما تكون بأجر متدن جدا لا يغطي متطلبات المعيشة الاساسية للفرد، عزبا كان او متزوجا. لنستعرض معا في هذه السطور ادنى التكاليف المعيشية للشخص العزب:
اولا: اجرة سكن غرفة بالكهرباء والماء (500 ريال) شهريا على الاقل.
ثانيا: قيمة ثلاث وجبات (20 ريالا) يوميا *30 يوما= 600 ريال شهريا.
ثالثا: مصاريف تنقل من السكن الى العمل الى السكن وغيرها من التنقلات اليومية (20 ريالا) يوميا * 30= 600 ريال شهريا.
رابعا: مصاريف الملابس، صيفا وشتاء وفي العيدين ومستلزمات النظافة العامة وما شابهها = 300 ريال شهريا.
المجموع (2000 ريال) شهريا بافتراض عدم تحمل اعالة الوالدين او الاخوة او المشاركة فيها وعدم وجود مصاريف هاتف ثابت او جوال او محروقات وصيانة للسيارة وفحص واستمارة وتأمين ورخصة قيادة وخلافها مما يتطلب رسوما للتجديد او نفقات السفر الى الاهل وغيرها من مصاريف الحياة التي لا يمكن لاي منا تفاديها. ان المثال اعلاه يؤكد دون ادنى شك تعذر المعيشة اللائقة للمواطن العزب بأقل من (2000 ريال) شهريا ولو كان مقيما في بيت والده او اخيه فلابد ان يساهم بجزء من المصاريف مثال 500 الى 1000 ريال لقاء سكنه وطعامه وغيرهما مما يقدم له خاصة اذا كانت ظروف الاهل صعبة لتغطية ايجار السكن والمرافق والطعام وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية.
من هذا المنطلق اذا كان الحد الادنى الواجب للعزب (2000 ريال) شهريا فانه حتما للمتزوج يجب ان لا يقل عن (3000) شهريا لانه مسؤول عن اعالة الزوجة واطفاله بادنى مستويات المعيشة الممكنة.
لذا فان على الجهات المعنية سرعة المبادرة في تحديد الاجر الادنى للمواطن العزب بما لايقل عن (2000 ريال) وللمتزوج بما لا يقل عن (3000 ريال) شهريا والزام كافة اصحاب العمل بالمملكة بالتقيد بها بصرف النظر عن مستوى الوظيفة والمؤهلات والخبرة ولو نظرنا الى الدول الاخرى لوجدنا لديها حدودا دنيا للاجور بما فيها وظائف العمال والخدم اذا اردنا ان نكفل لابناء هذا الوطن ادنى مستويات المعيشة المقبولة والتي وان تحققت فلن تمكن الشخص العزب من اتمام نصف دينه بالزواج من فتاة من وطنه الا بعد سنوات طويلة هذا اذا تمكن من توفير جزء من اجره الشهري اعلاه.
ان الحال تستدعي جدية النظر في امر المواطنين من حيث الوظيفة والاجر الادنى للمعيشة سواء للعزب او للمتزوج صاحب الاسرة وحتى يتمكن ابناؤنا وبناتنا من العيش دون اعباء الديون او الاقساط او طلب المساعدة من الغير والافسيواجه المجتمع اتعابا ومعوقات لا تحمد عقباها. لقد تبين من خلال هذه السطور وضع النقاط على الحروف بالنسبة لاساسيات المعيشة في عصرنا الحاضر اما بالنسبة للمتطلبات الاخرى مثل تملك الارض وبناء بيت العمر وتأثيثه فقد يكون حلما بالنسبة للكثيرين من ابناء هذا الوطن الذين يصرفون كامل المعاش لتغطية نفقات معيشتهم واسرهم التي تزداد يوما بعد يوم متمنيا تجاوب الجهات المسؤولة في الرد على هذا المطلب بكل جرأة وصراحة والله الموفق. ابراهيم الاحمد
