يعقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قمتهم الاعتيادية الـ 23 في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت المقبل في ظل ظروف ومتغيرات جديدة تتصدرها الأزمة العراقية مع المجتمع الدولي والوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتنعقد هذه القمة في وقت تقرع فيه الأجراس باحتمال شن حملة عسكرية على العراق للاطاحة برئيس نظامه صدام حسين وبعد مرور أيام قليلة من خطابه لدولة الكويت المفخخ بعبارات التحريض والتأليب ودخول مفتشي الأمم المتحدة الأراضي العراقية للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441 .
كما تنعقد القمة بعد سلسلة من الاجراءات والانجازات الخليجية التاريخية المتمثلة في اقرار الاتفاقية الاقتصادية الخليجية واتفاقية الدفاع المشترك والتحول السياسي في مملكة البحرين وعودة الحياة البرلمانية بصيغتها الجديده هناك وتوقيع اتفاقية التعاون العسكري بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية ناهيك عن الحملات الاعلامية الشرسة الموجهة للمملكة العربية السعودية واتهامها بايواء الارهاب.
وطبقا لتصريحات الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية فى أكثر من مناسبة فان جدول أعمال قمة الدوحة حافل بالقضايا المهمة وفي مقدمتها الأوضاع الراهنة في المنطقة خاصة ملف الأزمة العراقية والوضع في الأراضي الفلسطينية بالاضافة الى القضايا الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية.
ومن المؤكد ان تدرج مطالب الكويت في التعامل بجدية مع خطاب رئيس النظام العراقي التحريضي الأخير والمتضمن عبارات اعتداء سافر وتهديدات مباشرة للكويت واعتماد الرسالة الكويتية التى وجهها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح للأمانة العامة للمجلس ضمن وثائق الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.
وعلى الرغم من أهمية الموضوعات المدرجة أمام قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو من يمثلهم في قمتهم الـ 23 ونتائجها فان روح المحبة والاخوة والالتقاء هي سيد مثل هذه المواقف لتؤكد الرغبة الخليجية الطموحة في تحقيق المزيد من الانجازات والتطلعات لابناء شعب الخليج الواحد.
وأبلغت مصادر دبلوماسية خليجية وكالة الأنباء الكويتية (كونا) امس أن انعقاد هذه القمة يأتي في ظل ظروف دقيقة وبالغة الحساسية بسبب التطورات المتسارعة للأحداث على كافة المستويات الاقليمية والعربية والدولية.
وقالت المصادر ان أهداف هذه القمة لا تختلف عن سابقاتها من القمم وتستهدف التشاور والتنسيق حول المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم وزيادة رصيد التفاهم ووحدة الرؤية الخليجية.
وذكرت أن القادة الخليجيين سيناقشون خلال القمة الحملة العسكرية المحتملة على العراق ومستلزمات تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (الفرصة الأخيرة) رقم 1441 وضرورة التزام العراق بتنفيذ القرار لتجنيب الشعب العراقي والمنطقة بأسرها أخطار الحرب الى جانب الأمن الخليجي وجهود دول المجلس في مكافحة الارهاب العالمي.
وأضافت المصادر ان القادة سيستعرضون خلال القمة التحركات والجهود العربية والدولية المبذولة لاعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات لاحياء عملية السلام في ضوء مبادرة السلام العربية لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة ودعم جهود اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة.
كما ستدرس القمة علاقات دول المجلس مع ايران في ضوء التطورات التي شهدتها مؤخرا والزيارات التي قام بها عدد من كبار المسؤولين في دول المجلس الى طهران والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيات بين دول المجلس وايران والزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الايراني محمد خاتمي لدولة الامارات العربية المتحدة.
ولم تستبعد المصادر أن يتطرق القادة الى مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية التي أطلقتها الادارة الأمريكية مؤخرا والهادفة الى تخصيص صناديق مالية وكوادر لدعم وتطوير الخيارات السياسية والاقتصادية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط وتوسيع رقعة الديمقراطية والاصلاح السياسي.
ورجحت المصادر أن يتطرق القادة كذلك الى الحملة الاعلامية المغرضة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية من بعض وسائل الاعلام الغربية ودعم دول المجلس ومؤازرتها للسعودية ضد الحملة باعتبار ما تتعرض له السعودية يمس كل الدول الخليجية.
وحول مسيرة تعزيز التعاون الخليجي المشترك أكدت المصادر أن قمة الدوحة ستركز على الملف الاقتصادي وتفعيل القرارات الاقتصادية التي أقرتها القمة الخليجية السابقة التي عقدت في مسقط أواخر ديسمبر الماضي والمتعلقة ببدء الاتحاد الجمركي الخليجي في مطلع يناير المقبل وتوحيد العملة الخليجية في عام 2010 .
كما تبحث القمة تعزيز التعاون في مجالات التخطيط والتنمية والتعاون العسكري والأمني والاعلامي والتربية وشئون الانسان اضافة الى انضمام اليمن الى بعض هيئات مجلس التعاون وضرورة المحافظة على توازن سوق البترول العالمية ونتائج مفاوضات دول المجلس مع الاتحاد الأوروبي.
وكان الأمين لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية قد قام الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي بزيارات للعواصم الخليجية اطلع خلالها قادة دول المجلس على جدول أعمال القمة0 كما عقد وزراء خارجية دول التعاون المجلس الوزاري اجتماعهم الدوري الـ 85 في الدوحة في 19 نوفمبر الماضي للاعداد لجدول أعمال القمة الخليجية وتدارس المجلس آخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية وظل الاجتماع مفتوحا ولم يصدر عنه بيان ختام لتضمينه ما يستجد من أعمال. يذكر ان مجلس التعاون الخليجي الذي تم انشاؤه في مايو عام 1981 وتتخذ أمانته العامة من العاصمة السعودية (الرياض) مقرا لها يضم كلا من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.