شكت لي إحدى الصديقات ما تراكم على وزنها من كيلوجرامات خلال شهر رمضان المبارك.. فاقترحت عليها تعديل نظامها الغذائي وممارسة رياضة المشي على الكورنيش مستمتعة بالماء والخضرة والهواء الطلق ذلك لأن أختنا في الله من (الطبقة القصديرية) أعني الغلبانة ولا سبيل لها إلى ما يسمونه (بالاتصالات الرياضية الخاصة) مع أنني لا أرى في أغلبها أيا من مقومات الصالات الرياضية سوى بعض الأجهزة الرياضية الصدئة وغير المستعملة.
المهم .. أن صديقتنا العزيزة.. وبعد جهد جهيد اقتنعت بالفكرة وأبدت استعدادا لتنفيذها على الرغم من أنها مقرة بإرادتها الضعيفة.. وعزيمتها المحبطة.. وفشلها الذريع في القدرة على إتمام رجيم ولو ليوم واحد.. وعجزها عن ممارسة أي مجهود بدني...؟!! ولكن (النجاح لا يتحقق إلا بمقوماته)..
ومع التشجيع وبعد مضي عدة أيام اتصلت بها للاطمئنان على سير الأمور وما حققته من نتائج كنت أنظر لها بإحساس المتفائل.. لأفاجأ بالنقيض تماما.. فصاحبتنا كما هي.. بل انها بالإضافة لكيلوجراماتها المتضاعفة.. بدت في وضع نفسي "سيء!! فما حدث لها كان أشبه بكابوس مظلم (كما وصفته) حيث ظنت الفتاة المسكينة أنها ستمارس الرياضة الوحيدة والمتاحة للناسء في هذا البلد (بالمجان) بأمان ما بين مواطنيها وناسها وأن الجميع وفي كل خطوة ستخطوها سيقابلونها بتقدير واحترام وسشعرها من هم حولها بحقها كإنسانة حرة تمارس ما تريد بلا قيود ما لم تفعل ما يخالف الشرع أو القانون أو الأخلاق.. ولكن.. يأبى شباب (الهواتف النقالة) و (الثياب المخصرة) و (قصات الفيرساتشي) إلا أن يهبوا (بخفة عقولهم) و(طيش نفوسهم) حشودا محتشدة في مواكب اللهو يدمدمون بكلماتهم المعسولة فينة وبالاستهزاء فينة اخرى (على حساب المزاج) ! ليضايقوا (بنات الناس) بغباء ورعونة.. وليمطروهم بوابل من أرقام هواتفهم؟!! لقد تأكدت صديقتي وبعد أقل من خمسة أمتار من مشيها في يومها الأول أنها جاءت لتحل مشكلة لا لتخلق لنفسها مشاكل هي في غنى عنها.. لذا آثرت الانسحاب وعدم العودة إلى عالم افتقد النظام وعج بالفوضى والعشوائية حتى طغى على أفراده (الفشل والاستهتار) ولسع من هم حوله بنار من يزهون باللعب (على حساب الآخرين) متجاهلين مسئولياتهم الاجتماعية وتقاليدهم الإسلامية العربية الأصيلة ولأكتشف أنا بعد ذلك أن المعاكسات هي أحدى أسباب السمنة لدى النساء والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. من هو المسئول عن سمنة الرجال؟!!
