عزيزي رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
اقلب صفحات الجرائد والمجلات والمطبوعات العربية، فاجد اخبارها متشابهة كالصورة والنيجاتيف، او متماثلة كالتوأم اتدري لماذا؟ لانها تستقي موادها من بئر واحدة، تجلس على المائدة نفسها، وتتغذى من الطبق نفسه، الا وهو (وكالات الانباء) ومعظمها او ان صح القول كلها غربية ولو صادف وعثرنا على اسم او اسمين غريبين في التحقيق او الخبر الصحفي، فان الاعجاب يتبدد حالما نكتشف ان المحرر لم يغادر عتبة مكتبه، بل جلس على كرسيه الهزاز، وقرأ بعض الصحف وفض تقارير الوكالات العامة والمتخصصة ثم استرخى قليلا، واطلق لخياله العنان، حلل واستنتج ودبج التقرير الطويل العريض وذيله باسمه ثم تنفس الصعداء وخلد الى الراحة.
وقد اكتشفت هذه الحقيقية بنفسي عندما دخلت جميع اقسام مباني الجرائد السعودية ومجلاتها وكذلك معظم جرائد ومجلات الدول الخليجية والعربية الاخرى.
كل ذلك والمحرر النشط!! لم يصعد جبلا ولم يهبط واديا ولا حتى حافلة، ولا اخترق نهرا وما عبر جسرا، لا ولم يسقط في حفرة او يبلله مطر او يجمد اطرافه خوف او صقيع. ومن دون ان يواجه نيرانا او حتى يحاور رجلا او امرأة.. او.. او.
وعلى الرغم من شرعية الطريقة اعلاه وانتشارها حتى في الصحف العريقة، الا انها لا تكفي لاشباع نهم القارئ العربي، التواق للشرب من النبع لا من المصب، والذي تدور غالبية القضايا الساخنة، وجل الازمات والمشاكل على ارضه.
فاين الصحافي او ان صح التعبير الطاقم الصحفي - المؤهل فكريا ونفسيا وثقافيا وسياسيا واعلاميا، والمؤمن على حياته ماديا المهيأ للسفر الى البؤر الساخنة في العالم والكتابة عنها، برؤية تختلف ونفس مختلف عما تبثه وكالات الانباء العالمية ومراسلو الصحف الاجنبية، والتي مهما كانت جديتها ودرجة حياديتها، فهي منحازة لقضاياها ورؤاها ومصالحها واستراتيجيتها الخفية والمعلنة.
فهل تأخذ جريدة (اليوم) زمام المبادرة وتتحفنا بمراسلين يكتبون بدم القلب، يتحسسون اوجاعنا ويضعون اصابعهم على مكامن النزف ومواضع الوجع، دون المساس بجهل النفر الدؤوب الذي نقرأ له بهذه الكيفية على صفحات (اليوم) ولن اورد اسماء بعينها لئلا اتهم بالمحاباة.
هذا وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري
@@ مشعل بن سحمي الفهري ــ الظهران