بدأت أعمال اجتماع القمة الخليجية الثالثة والعشرين في العاصمة القطرية الدوحة ظهر أمس بكلمة من سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أشار فيها إلى الظروف غير العادية التي تحيط بالقمة .. مؤكدا أنها تتطلب توحيد الجهود والاتفاق على السياسات المشتركة اللازمة لمواجهتها. وشدد الشيخ حمد في هذا الصدد على أن مجلس التعاون هو الصيغة الملائمة والإطار الصحيح الذي يمكن العمل من خلاله لتعزيز أمن الدول الأعضاء واستقرارها وتحقيق طموحات وتطلعات شعوبها "لاسيما في المجالات الحيوية التي تنعكس آثارها بشكل مباشر على مصالح المواطنين ومعيشتهم ليجنى المواطن في كل دولة من دول المجلس ثمار وفوائد التعاون المشترك". ورأى أمير قطر أن الوقت قد حان لتوسيع مجالات عمل المجلس وتطوير أداء مؤسساته في إطار حوار بناء يهدف إلى تحقيق الآمال للشعوب الخليجية.
ودعا الشيخ حمد إلى التركيز على التفوق العلمي والتكنولوجي والقدرة على حل المشكلات المعقدة والتعامل بمرونة مع مجريات هذا العصر مع المحافظة على الهوية العربية والإسلامية والتمسك بالقيم والعادات والتقاليد والتسامح والتعاون. مشيراً إلى أن التعليم والنظام التربوي هو الوسيلة الأولي لتحقيق هدف بناء الإنسان. ودعا المؤسسات الخليجية الى تطبيق مناهج حديثة في التعليم مع الاهتمام بعلوم العصر وأن تعطى هذه المؤسسات الاستقلالية لاطلاق طاقات الابداع وبناء جسور واضحة بين النظم التعليمية المختلفة واعتماد معايير دولية في تقييم مخرجات المنظومة التعليمية.
وأوضح الشيخ حمد في كلمته ان استمرار تردي الوضع العربي يهدد الأمن القومي بأفدح الأخطار. مؤكدا أن الحاجة أصبحت ملحة لمناقشة الأوضاع العربية بصدق وصراحة للتوصل إلى استراتيجية عربية جديدة تكفل تحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي لمواجهة التحديات كالوضع المأساوي في فلسطين حيث يقف العالم العربي أمامه للأسف عاجزا فيما تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ممارساتها العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته في تصعيد خطير للوضع في المنطقة يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر ويجعل السلام الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة بعيد المنال.
وأوضح سموه أن الحقائق التاريخية تؤكد استحالة الحل العسكري. مؤكدا أن التصعيد الإسرائيلي يكشف أن إسرائيل اختارت طريق القوة بديلا عن المفاوضات المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية الداعية الى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من يونيو 1967 وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وفيما يتعلق بالأزمة العراقية قال الشيخ إننا ننظر إليها من منطلق التركيز على ضرورة تسويتها بالوسائل السلمية وفي إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولذا فقد أعربنا عن الارتياح لموافقة العراق على قرار مجلس الأمن الأخير رقم 1441 والذي يمثل خطوة هامة نحو حل المشكلة في إطار الأمم المتحدة". ورحب الشيخ حمد بالتعاون الذي أبداه العراق مع مهمة المفتشين الدوليين داعيا إلى ان تمارس فرق التفتيش الدولية مهامها بحياد وموضوعية. .. كما دعا سموه المجتمع الدولي الى بذل كل ما من شأنه المساعدة على انهاء هذه المهمة في أسرع وقت ممكن مع التأكيد على ضرورة المحافظة على استقلال العراق وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية وعلى ضرورة تنفيذ الالتزامات المتوجبه عليه وفقا لقرارات مجلس الامن ذات الصلة تمهيدا لرفع العقوبات عنه ووضع حد لمعاناة شعبه الشقيق.
مؤكدا في الوقت نفسه الموقف المبدئي والثابت من احترام سيادة دولة الكويت وأمنها وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شئونها الداخلية.
وفيما يتعلق بالجزر الإماراتية المحتلة قال الشيخ حمد "إننا ننظر بتفاؤل" الى ما جرى من اتصالات بين الإمارات وإيران وأن عن خطوات تسهم في التوصل الى حل لقضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى "بما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء للمنطقة وشعوبها".
وحول ما جرته تداعيات أحداث 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية أكد أمير قطر أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تقف " ضد الإرهاب بكافة أشكاله وأساليبه وأهدافه". مؤكدا ان الإسلام بريء من الإرهاب فهو دين التسامح والرحمة والاعتدال والانفتاح بين البشر أجمعين كما ان الحضارة الإسلامية والعربية هي جزء حيوي ومؤثر لا يتجزأ من الحضارة العالمية ومن التراث الإنساني.
وبعد كلمة الشيخ حمد تحول الاجتماع إلى جلسة مغلقة اقتصرت على رؤساء وأعضاء وفود الدول المشاركة في أعمال الدورة.
وقال ان قطر تتطلع بكل التقدير إلى هذا اللقاء والى تحقيق المزيد من العمل المشترك. وأثنى على الدور المتميز والجهود المخلصة التي بذلها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان خلال رئاسته للدورة السابقة للمجلس الأعلى لدول الخليج العربية.
الجلسة الأولى تناولت الملف العراقي
ناقش أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد ظهر أمس خلال جلسة عملهم الأولى موضوعات في مقدمتها، طبقاً لوكالة الأنباء القطرية، الملف العراقي والوضع في الاراضي العربية المحتلة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني.
وكانت جلسة العمل الأولى قد أعقبت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يواصل أعماله لمدة يومين في فندق شيراتون الدوحة.