حظي موضوع الاكتتاب في اسهم الاتصالات المطروحة للمواطنين والبالغ عددها ستين مليون سهم باهتمام بالغ على مختلف الاصعدة نظرا لاهمية الاتصالات اولا ولعلاقتها باستثمار المواطنين ثانيا ومهما قيل عن توافر السيولة في السوق من عدمه فانه من السابق لأوانه الحديث عن حجم الاقبال على الاكتتاب ومقدار المبالغ التي سيمتصها من السوق لكن من المؤكد ان التنظيم الجديد لعملية الاكتتاب اعطى بعض الاطمئنان لصغار المكتتبين وهم ليسوا مستثمرين على اي حال اقول الاطمئنان لانهم سيجدون الحد الادنى من الاسهم وهو عشرة قد اصبح في حوزتهم بعد ان عانوا الامرين خلال عمليات الاكتتاب السابقة وتجربتهم المريرة معها وما صاحبها من طرق ملتوية واساليب غير عادلة في كثير من الاحيان استفاد منها البعض وتضرر منها الكثيرون ولعله من المناسب ان يأتي التنظيم الجديد لعملية الاكتتاب بشروطه الواضحة واجراءاته السليمة لتمكين المكتتبين من القيام بهذه العملية بيسر وسهولة ففتح الاكتتاب في جميع البنوك امر جيد وقد وجد صدى طيبا لدى المواطنين كما ان الاعلان المبكر عن موعد اعادة المبالغ التي قد تفيض عن الاكتتاب في زمن معلوم وهو شهر واحد كان موضع ثناء من الجميع.
ومنذ بدء الاكتتاب يوم الثلاثاء الماضي والمعنيون بالامر يترقبون معرفة حجم الاقبال عليه يوما بيوم وان كانت البداية غير مشجعة من حيث الاقبال الا ان ذلك لا يعني ان الامر سيسير على هذه الوتيرة فالعارفون ببواطن الامور يجزمون بان الايام الاخيرة من الاكتتاب ستكون الفيصل الحقيقي والمؤشر الفعلي لاعطاء الصورة الكاملة عن الاكتتاب وما اذا كان سيكتمل ام لا وما اذا كان سيغطى مرة او مرتين او ثلاث او اكثر.
وعلى هذا الاساس فانه من السابق لأوانه التفكير فيما ستؤول اليه الامور ولذا فان التنبؤات الاقتصادية والاشارات التي صدرت من هنا وهناك قبل بدء عملية الاكتتاب لا تزال تحمل نفس المضامين وتعكس رؤية اصحابها التحليلية لاسهم الاتصالات في الوقت الحاضر على الاقل وقبل ان تنتهي عملية الاكتتاب المهم.. فان الخطوة تبشر بالخير.. ونحن في انتظار النتيجة التي اعتقد انها ستكون مرضية للجميع وموفقة باذن الله.
فارس الحربي