أخبار متعلقة
الوضع داخل فلسطين يختلف تماماً عن الوضع داخل لبنان فاسرائيل تعترف بان جنوب لبنان ارض محتلة خلاف فلسطين فتعتبر الضفة هي ارض الميعاد من وجهة نظرهم رغم كل ذلك فان السلام هو الخيار للعرب الآن نظراً لعدم التوازن العسكري بين الطرفين وقد توصل الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني إلى اتفاق مقبول في طابا قبل عام كانت نقاط الاختلاف اقل من 1% ذلك الكلام جاء على لسان الكاتب الصحفي جهاد الخازن الذي التقت به (اليوم) في القاهرة واسرار اخرى تتعلق بالملف الفلسطيني كشف عنها الخازن في حواره مع (اليوم) وكان هذا نص الحوار:
@ في البداية لماذا انت مصر على وصف العمليات البطولية والفدائية للشعب الفلسطيني بانها انتحارية على الرغم من أن هذه العمليات قوبلت بحفاوة بالغة في الشارع العربي بل خلفت سؤالا في العالم الغربي عن تلك القضية واقدام فتيات وفتيان على هذا العمل البطولي؟
- ما زلت مصرا على موقفي رغم رفض الاغلبية لهذا الرأي ولكنني مقتنع برأيي فانا ضد الحرب بصفة عامة وضد فكرة اراقة الدماء بأي شكل خاصة للنساء والاطفال والمدنيين دون فصل بين العسكري والمدني هذا سبب والثاني اسأل عن النتيجة التي احدثتها تلك العمليات فقد صعدت العمل العسكري الاسرائيلي وزاد عدد القتلى من الفلسطينيين، وانا لي اصدقاء اتقابل معهم من حماس وفتح واعرض لهم وجهة نظري فأنا اؤيدهم من حيث الاهداف اختلف معهم في الوسائل.
@ معنى كلامك انك تعتقد ان السلام والمفاوضات هما الحل امام الوطن العربي رغم ان السلام يبدو فاشلا ؟
- السلام والمفاوضات الافضل لنا في هذا الوقت نظراً لاعتلال ميزان القوة، فالحل العسكري نظرية غير عادلة فهناك طرف يمتلك الهاون ويقذف 200 طن في حين ان الفلسطيني لا يمتلك الا الحجارة وللاسف الشعب الفلسطيني يعاني اول الامر حالة الانقسام العربي ويدافع عن المقدسات الاسلامية ويضحي بالدم دون ان تحرك ساكنا البيانات والادانات والشجب.
@ الشارع العربي اصبح لا يعول على الازمة ويراها متراجعة، وقد حدثت تداعيات اخرى فكيف تنظر إلى هذا الواقع؟
- للاسف الانظمة العربية في محنة بين متراجعة وضعيفة تدور في فلك واحد والشارع العربي سئم لا ارى اكثر من ذلك ورغم ما يقال عن التغيير الذي طرأ على الشارع العربي بعد الانتفاضة الثانية التي كنت اؤيدها في اول الامر وكنت اتمنى ان تتوقف بعد اسبوعين ولم تستمر ضد المدنيين خاصة انها كسبت تعاطف الشارع العالمي، وقد خشى الاسرائيليون ولا احد ينكر ذلك، فلقد خلقت الانتفاضة الثانية خشية خوفا لديهم فبحثوا عن القوة كوسيلة امام الفلسطينيين.
@ مفاوضات السلام وما وصلت اليه من نتائج كيف تراها؟
- عن قرب من مصادر داخل السلطة وغيرها من الانظمة استطيع ان اقول لك ان مفاوضات السلام نجحت بنسبة 99% في طابا العام الماضي وان نقاط الاختلاف كانت اقل من 1% إلا ان الاوضاع صارت إلى السوء في كامب ديفيد وضغوط مورست على عرفات بدون شك ولا تسمع لمن يتفلسف ويقول ان عرفات اضاع الفرصة فلا احد في الوطن العربي يمكنه ان يتنازل عن الاقصى والسيادة العربية على الاقصى لن يفاوض عليها احد، ودون تحامل على الانظمة العربية فلا يوجد احد داخل الوطن العربي سواء مسئولا او مواطنا عاديا يتنازل عن هذه الحقوق المعروفة لدى الجميع، ولا توجد نظرية التآمر على العرب وان كانت شماعة نحمل عليه فشلنا.
@ مر الشارع الفلسطيني بمحنة حقيقية في الايام القليلة الماضية وخوفنا من قيام حرب اهلية فماذا تتوقع على الصعيد الداخلي في فلسطين؟
- الوضع داخل فلسطين بات نارا تحت الرماد الا ان العقلاء يمكن ان يصلوا بتلك الازمة إلى محنة لتوحيد الصفوف الا ان هناك قضايا لا بد ان تحل دون كسوف او خجل لنزع فتيل أي ازمة مع الايمان بان الوضع داخل فلسطين غير لبنان.
@ وما الاختلاف بين لبنان وتجربة حزب الله وفلسطين والحركات الجهادية؟
- الوضع يختلف فقد كان اشد الوزراء الاسرائيليين وزراء الدفاع يعترفون بان جنوب لبنان ارض محتلة اما الضفة فهي ارض لاسرائيل حسب رأيهم فجاء الخروج من جنوب لبنان على هذا الاساس مع عدم الانكار للدور البطولي لحزب الله.
@ اصداء ضرب العراق تخيم على الصعيدين العربي والدولي فما الوضع في لندن الآن؟
- هناك اعتراض شديد من قبل الرأي العام الانجليزي لضرب العراق ومن الممكن ان يشكل ضغطا على الحكومة الانجليزية لتغيير مواقفها.. وان كنت اتوقع ضرب العراق الا اذا اخلف صدام الظنون.
@ هل ما زال الوطن العربي يلفظ ابناءه؟
- انا مع السفر طالما انه يفيد ويكون باختيار وتكون هناك فائدة تعود على الاوطان الاساسية ولا مانع من هذا الامر وان كان هناك جيد احياناً في مسألة السفر.
@ هل سيصلي هذا الجيل في الاقصى؟
- بالطبع هذا سوف يحدث لا محالة ولكن متى لا يمكن لاحد ان يقول بعد سنة او سنتين او اكثر.
@ ما الذي يحتاجه الاعلام العربي في الوقت الحالي؟
- ان واجب الاعلام والصحافة كمثال قول الحقيقة حتى لو كان ذلك بالقلب وان التغطية الاعلامية في الوطن العربي مقصرة وتعاني مشكلتين وهما نقص الحريات ونقص الامكانيات، فدخل جريدة نيويورك تايمز مثلا في سنة واحدة اكبر من دخل وسائل الاعلام العربية كلها، مع التشديد على انه يجب ان نعرف حدودنا وحدود غيرنا وندرك انه لا يمكن التحرك الا في الحيز الضيق لنقص الحريات والامكانيات مع ان نقص الحريات لا يعني انعدامها وشح الامكانيات لا يعني غيابها.
@ وهل شغلت صحفنا بالقضايا المحلية اكثر منها من الدولية والعربية؟
- القضايا المحلية في كل بلد احياناً ما تكون اهم من القضايا العامة ولكنها تؤخذ بحساسية من الدول المعنية لذا يمكن للصحفي ان يستغل القدر الكبير من الحرية المتاح امام تناول القضايا الكبرى.
@ هل استطاعت الصحافة العربية ان توصل قضايانا إلى الخارج؟
- هناك محدودية في نسبة التأثير فالصحف العربية محدودة الانتشار فاصدار 200 الف نسخة يعد فشلاً في السوق الغربية وان كانت تعتبر نجاحاً في الدول العربية الا ان الارقام تفتقد المصداقية والشفافية اضافة إلى ان الولايات المتحدة واسرائيل فشلتا في المعالجة الاعلامية لقضاياهما وبالمناسبة ان هناك انطباعا عاما في الدول العربية بان الصحافة الغربية معادية للعرب الا ان ذلك خطأ كبير لانه لا يجوز التعميم.
جهاد الخازن