تحدثت في الاسبوع الماضي عن السياحة الدينية من خلال رحلة عمرة بالسيارة من المنطقة الشرقية وحتى مكة بالسيارة وكيف لاحظت ان هذا الطريق الطويل لم يزود بالخدمات المناسبة للسفر العادي فما بالك بالسياحة الدينية كالحج والعمرة لقد اصبحت السياحة صناعة عالمية تدر عملة صعبة في دول كثيرة والمملكة بحكم كونها موطن النبوة والرسالة تحتوي الكثير من المواقع والاماكن التي يشتاق لها المسلم لارتباطها بالدعوة وهذا الارتباط الروحي يتيح المجال لبناء سياحة دينية عصرية منظمة ودائمة ولكن السياحة الناجحة لها شروطها وتجهيزاتها وأسس قيامها يعرفها العاملون في هذا المجال وكمواطنة سعودية لا ارى هذه التجهيزات متوفرة على الطرق المؤدية الى مكة والمدينة لقد ذكرت بعض المعاناة التي مررت بها وغيري من المسافرين وكم انا حزينة ومتألمة لما رأيته من واقع مفجع لخدمات هزيلة ولا تمت لصناعة السياحة بصلة من قريب او بعيد ولا تعكس المستوى الحضاري الذي وصلت اليه المملكة او السمعة الدولية لها كراعية للاسلام والمسلمين.
اعود لاستكمال بقية الرحلة.. فقد وصلت الى مسجد الميقات.. ومن لا يعرفه؟ وهو مسجد دولي يمر به المسافرون والمعتمرون والحجاج من جميع الدول وللحق فقد خجلت من وضعه المزري وحاله البائس الذي رأيته فدورات المياه المخصصة للاحرام اما مسدودة او مليئة بقاذورات تجعل المسافر (ينحاش) الاف الاميال ناهيك عن الحشرات والذباب والروائح العفنة والادهى والامر عدم توفر الماء اصلا او حتى الماء الساخن.. لن ازيد سوى ملاحظات بعض المعتمرات الخليجيات.. فقد سألتني احداهن عن دورات المياه المخصصة للاحرام.. فأشرت على المبنى الذي خرجت منه لتوها.. فردت بانزعاج قائلة تقصدين دورات المياه هذه.. هذه لا تصلح للبشر ولا حتى للحيوانات.. لقد عافت نفسي دخولها وظننت ان هناك مكانا اخر اذا من غير المعقول ان تكون هذه في مستوى مسجد الميقات.. سكت وبلعت الخزى على مضض ثم سألتني معتمرة اخرى نفس السؤال وهي غير مصدقة فاجبتها بنفس الاشارة والاجابة فقالت وع.. وع.. (ماهقيت انه يكون هذا المستوى بالسعودية).
لقد صليت ركعتين بمسجد الميقات وانا احاول كتم النفس والشم والرؤية رائحة الموكيت عفنة والتراب والزبالة من كل مكان فاذا كان هذا هو حال المسجد في موسم الذروة فما بالك بالمواسم الهادئة ثم نسمع البعض يتحدث عن سياحة وع.. وع..