DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

منظــومـة المــــرور وفـــرديـة الـقـيـــادة

منظــومـة المــــرور وفـــرديـة الـقـيـــادة

منظــومـة المــــرور وفـــرديـة الـقـيـــادة
أخبار متعلقة
 
رحم الله الايام الخوالي التي كان البعض فيها يوصم بالتبلد نتيجة عدم قيامه باستذكار دروسه جيدا فيلجأ الى حيلة استخدام اصابع اليد لمعرفة ناتج ضرب عددين او حتى اعراب جملة ما(!) ليناله من مربي الفصل عقاب تعسفي صارم لا يتماشى مع حجم الجرم الذي ارتكبه وشتان مابين ذلك التبلد العفوي اللحظي الذي يتقمصه بضع افراد من مجتمع في مرحلة مبكرة جدا من العمر ليصبح ضمن قواميس حكواتهم وتبلد اليوم الغرائزي (المتسرطن) الذي يصيب شرائح كبيرة من المجتمع يفترض فيهم رجاحة العقل فتراهم يقدمون على تصرفات مستهجنة اقل الضرر فيها رفع مستويات الضغط عند غيرهم لحدود الانفجار والمصيبة اننا نمرر معظمها دون عقاب او مسائلة. هذا الاخير يصيب غالبية البشر عندنا وراء مقود القيادة فتراهم ينشرون الذعر فيمن حولهم عند انتقالهم الفجائي من مسار الى اخر او عدة مسارات دفعة واحدة دون التهيؤ لذلك او اشعار الاخرين او التجاوز كيف ما اتفق وبأي شكل كان او الانحشار مابين المسارات لازاحة الغير وبالتالي تعطيل انسيابية الحركة او الخروج فجأة من طريق فرعي أو الدخول فجأة في مدخل جانبي وغالبا من المسار الابعد او الوقوف فجأة دون تنبيه او الاصرار على الوقوف في المناطق المحظور الوقوف فيها او منع احقية المرور بالوقوف الخاطئ في الشوارع والمداخل الخاصة او حجز مركبات المصلين في المساجد والجوامع والاسترسال في القيام بجميع النوافل على حساب اعصاب واوقات الغير الذين لا ذنب لهم سوى حضورهم المبكر للصلاة او عدم احترام احقية المرور في التقاطعات او تجاوز السرعة المسموح بها في المناطق السكنية او عدم اعطاء احقية المرور للمشاة وخاصة في المناطق التعليمية او التجارية او استخدام ابواق مركباتهم في كل شاردة وواردة او تغليب العاطفة الكاذبة باحتضان الاطفال او الاسترسال في مهاتفة الغير بجوال المصائب وربما قريبا الاستمتاع بتصوير عورات العباد بالجيل المتطور منه(؟) او.... هذه السلوكيات المرفوضة جملة وتفصيلا والتي تمارسها لحظيا فئات مختلفة عمريا وثقافيا من افراد مجتمعنا من مواطنين ووافدين لدرجة التميز بها عن غيرنا حتى من الدول المجاورة لنا ربما تتدرج ضمن ظاهرة فردية القيادة والتي يمكن وصفها بشعور الفرد بانه وراء مقود لعبة محاكاة وضمن منظومة مرور خاصة به وحده تجيز له حرية التصرف وكان جميع من حوله مجرد دمى عديمة الاحساس فيعبث بها كيفما يشاء او ان له الاحقية المطلقة في المبادرة وعليهم ان يتكيفوا بالخطوات التالية لتحركاته في اللعبة او يذهبوا الى الجحيم وحال الانتهاء من اللعبة تبدأ لعبة اخرى بفيشة جديدة يتحمل المجتمع كله تبعاتها المأساوية؟؟ اعتقد ان الوقت قد حان للاعتراف بان معظم اساليب التوعية المرورية التي استنفرت لها الطاقات والموارد خلال العقود الماضية لم تجد نفعا في الحد من مسلسل التجاوزات والحوادث المرورية التي كلفت ولازالت تكلف الدولة رعاها الله الكثير من مواردها البشرية والمالية وان الامر يحتاج الى نقلة نوعية في التشخيص الجاد من خلال الدراسات العلمية المتعمقة والذي يجب ان يشارك فيها متخصون واكرر متخصصين لتناول هذه الظاهرة وغيرها كمشاكل مجتمع باكمله وليست حالات فردية توصف بكليشة التهور او السرعة الزائدة او غيرها من الكليشات الصحفية. اجازة تأمل ومراجعة بانتهاء اجازة عيد الفطر المبارك ربما عاد الوضع الى ماكان عليه الحال لمعظمنا فنحمد الله على ذلك كثيرا لكن الوضع بالنسبة لبعض افراد مجتمعنا ممن ابتلوا بمصائب الدنيا ربما اختلف كثيرا بفقدان اعزاء عليهم ذهبوا ضحية حوادث المرور المفجعة في هذه الاجازة فالاخبار التي يتناقلها بعض افراد المجتمع نقلا عن مصادر طبية موثوقة تفيد بامتلاء ثلاجات الموتى في بعض مستشفياتنا باكثر من طاقاتها واخبار الحوادث المرورية اتي تناقلتها صحفنا المحلية ربما تؤيد ذلك ولا اعتقد ان المسألة تحتاج زيادة الطاقة الاستيعابية لثلاجات الموتى في مستشفياتنا بقدر ماتحتاج لتدخل فوري لوقف مسلسل نزيف الضحايا من خلال دراسة اسبابها الحقيقية التي قد تنسب الى السلوكيات الفردية للسائقين او محدودية البدائل الممكنة لوسائل المواصلات الاكثر امانا (باذن الله تعالى) والتي لازلنا نفكر بدراسة جدواها الاقتصادية او تلك التي اوكلنا مهامها منذ فترة طويلة جدا الى مؤسسة واحدة تعجز عن تلبية رغبات من قصدوا خدماتها حتى من المقتدرين ماليا ولا يجب ان لا نغفل عن صلاحيات الطرقات التي تربط بين مناطق المملكة الشاسعة وخاصة تلك التي توصف بطرق الموت ومنها على سبيل المثال لا الحصر طريق الظهران الدمام الجبيل الذي اختفت معالمه الزفتية طريق، المدينة المنورة ينبع الاقل ازدواجية طريق جدة جيزان الساحلي، اضافة الى العديد من طرقات المنطقة الجنوبية وغيرها في مناطق اخرى.