عزيزي رئيس التحرير..
من هنا نبدأ اذا اردنا ان نقيم سوقا عربية مشتركة، فاننا يجب ان نبدأ اولا باقامة سوق عربي للكتاب حتى يصبح عندنا المناخ الثقافي والفكري الذي يؤدي الى الحاجة للوحدة الاقتصادية.. اننا في الواقع نعاني من اختلافات فكرية وعقائدية وثقافية كبيرة بين الدول العربية.. فهناك اختلافات عرقية وعنصرية وهناك ايضا احيانا اختلافات داخل الدولة الواحدة. ولكل عنصر من هذه العناصر ثقافته ولغته ولهجته المحلية التي يعتز بها، وقد ادى انتشار هذه الثقافات المحلية الى اهتزاز مكانة وثقافة اللغة العربية وتراجعت جميع ادوارها القومية. حقيقة ان الواقع الاقتصادي يشير الى ضرورة الوحدة الاقتصادية.. لان التباين والاختلاف في حقيقة الامر عوامل تؤدي الى التكامل وليس الى التنافر.. فكل عناصر الثروة والانتاج من اموال وايد عاملة وبترول ومواد خام وارض زراعية وغيرها متوافرة تماما في الدول العربية. الذي ينقصها فقط هو التنسيق والتكامل الذي يؤدي الى الازدهار والرفاهية.ولكن هذه الحقيقة وحدها لا تكفي.. فنحن تنقصنا القوى المحركة التي تحفزنا وتجعلنا نحشد طاقتنا للتحرك لهذا الهدف النبيل. وهذه القوى المحركة هي المناخ الثقافي والفكري وبدون هذا المناخ لن يدفعنا شيء للتحرك مهما قمنا بحملات اعلامية او غيرها لان المناخ الفكري والثقافي هو الذي يجعلنا نشعر ونؤمن بان الوحدة الاقتصادية والتكامل الاقتصادي هي ضرورة حياة لنا جميعا.
اننا يجب ان ننتبه الى خطورة التفتيت الثقافي، فان الدولة العربية الواحدة لم يفلحوا في تقسيمها الى العديد من الدول الا بعد ان افلحوا في تشتيتها ثقافيا وفكريا وعقائديا ومذهبيا وهذا التفتيت سهل ابتلاعها بعد ذلك واحتلالها.. لقد قامت الوحدة العربية في الماضي بفضل كتاب انزله الله هو القرآن الكريم، فتوحد العرب دينيا وقامت الدولة الاسلامية. واليوم يمكن ان يلعب الكتاب دورا حيويا في توحيد العرب ثقافيا وفكريا وبالتالي اقتصاديا.
@@ فؤاد جمعة الجمعة