DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من يدلنا 2/2

من يدلنا 2/2

من يدلنا 2/2
أخبار متعلقة
 
تقول احدى السيدات: دخلت الى مكتبة تجارية تتكون من عدة ادوار وكان عدد الرواد قليلا جدا، واثناء تجوالي بين الارفف فوجئت برجل يلقي السلام فرددت التحية دون وعي مني بحكم العادة وهو تصرف طبيعي جدا، ولكن الرجل بدأ يلوح بورقة في يده بعد ان اعتبر ان القاء التحية ماهو الا محاولة تقرب انتهت بهروبي من المكان. وبعد سنوات وفي المكتبة نفسها اقترب مني احدهم وقال: السلام عليكم، فنظرت اليه شزرا واشحت بوجهي عنه ولكني بعد لحظات اكتشفت انه يعمل في المكتبة ويعرض المساعدة، الا ترون ان سوء الظن هنا كان نوعا من الاثم ولم يكن ابدا من حسن الفطنة، وان حسن الظن في الجزء الاول من الحكاية لم يكن سببا من اسباب طيب العيش حسب ما جاء في الامثال التي اوردتها في مقال الاحد، وهناك من يرى ان سوء الظن اولى واوجب في التعامل مع الناس يقول الشاعر:==1== لايكــــــن ظـــــنك الا ســــــــيئا==0== ==0==ان سوء الظـــن من اقـوى الفتن ما رمى الانســــان في مخمصة==0== ==0==غير حسن الظن والقول الحسن==2== ولاشك ان هذا القول صادر عن نظرة سيئة في الناس والتعامل معهم ولو جعلنا هذا المعنى نبراسا لتحولت الحياة الى مستشفى كبير للامراض النفسية او على الاقل الى حياة تتشابه فيها كل الوجوه فاينما نظرت ستجد من سيسيء الظن بك ويعتبرك متهما ومذنبا في شيء ما.. ماهو؟ لا تدري وربما هو ايضا لايدري، ولهذا يتعامل معك بجفاف وخشونة وقد يصل الامر احيانا الى ان ترى هذا الظن السيىء في كل مكان حولك، الم تسمع يوما ان صديقك مثلا يقول: توقفت لاسأل عن منزلك فلم يدلني احد او طلبت من فلان ان يوصل اليك المظروف فاعتذر او.. او.. وتحسب في البداية ان الامر يتعلق بضيق الوقت او غيره من الاعذار المقبولة ولكنك عندما تكتشف ان سوء الظن هو الحكم تقف حائرا لتسأل من يدلنا على ما نميز به الخير في ظاهره وباطنه والشر الذي ظاهره خير وباطنه سوء يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من لم يعرف الشر كان اجدر ان يقع فيه" ويقول سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه: "اذا تحركت صورة الشر ولم تظهر ولدت الفزع، فاذا ظهرت ولدت الالم، واذا تحركت صورة الخير ولدت الفرح فاذا ظهرت ولدت اللذة" اصابا في القول وبقي لنا من بعد حكمتهما ان نحكم عقولنا وقلوبنا فاذا اخفقت فما ذلك الا من تسويل هوى النفس شرا كان ام خيرا. ولنختم بحكاية سيدة تعطلت بها السيارة في وضح النهار على كورنيش الدمام ولما طال بها المقام بدأت تسير بحثا عن اقرب هاتف تتصل منه بزوجها او ابنها ولما اعياها المسير قطعت الطريق للاتجاه الاخر حيث رأت امرأة وزوجها فهما الانسب ليوصلاها ولكنهما بعد ان فرسا في شكلها قال لها الزوج: اسف الله يستر علينا وعليك، فما كان منها الا ان قالت: (والله هالشارب مهوب على رجال) وأومأت بيدها الى اول ليموزين واوصلها "امجد خان".