انتشر في الآونة الأخيرة عن طريق الإنترنت شركات تروج للمكاسب الكبيرة والسريعة. تتلخص فكرة هذه الشركات في التالي. تشترك أنت مثلاً برسم اشتراك محدد لا يقل عادة عن 100 ريال وقد يصل إلى 500 ريال أو نحوها. وعند ذلك تصبح عضواً في هذه الشركة، ويحين دورك لتبدأ تجارتك، كما تقول هذه الشركات. وتجارتك حسب طريقتهم، أن تقوم بدعوة من تستطيع دعوتهم للاشتراك في هذه الشركة، وطبعاً بنفس الرسم الذي حسب عليك. ولكن الجديد هذه المرة أن لك نسبة من كل عضو جديد يسجل عن طريقك. وهذه النسبة تتراوح بين 5 بالمائة و 10بالمائة. وتستمر العملية، فعندما يشترك شخص عن طريق أحد الأشخاص الذين اشتركوا عن طريقك، فإنك تحصل على نسبة أخرى أيضاً. وهكذا إلى حد معين تحدده الشركة، بعد ذلك يغلق حسابك. أي أن مكسبك يأتي من الذين سجلوا عن طريقك، ومكسبهم يأتي من الذين سجلوا عن طريقهم، هكذا تستمر العملية.
هذه الشركات قديمة حديثة، أي أنها سبق أن انتشرت، وهي الآن تعود مرة أخرى عن طريق الإنترنت، وذلك لما توفره الإنترنت من انتشار سريع. والسؤال هنا، هل من الممكن فعلاً أن نكسب مبالغ كبيرة عن طريق هذه الشركات وفي أوقات قياسية، أو أن هناك مخاطر لا نعلمها، وقبل ذلك كله هل هذه الطريقة حلال أم لا؟
@ هذه التجارة عبارة عن تدوير للأموال، أي أنهم يأخذون أموالك ويعطونها غيرك، بعد أن يأخذوا نصيبهم طبعاً، ثم يأخذوا من غيرك ويعطونك، وهكذا. ومن المعروف أن تدوير الأموال يدخل تحت القمار المحرم شرعاً.
@ أرى أنه من الصعب جدا أن يصل أي شخص يشترك معهم إلى المبلغ الكامل للربح الذي يعلنون عنه في حملاتهم الإعلانية. لأنه يتطلب أن يسجل عن طريقك بشكل مباشر أو غير مباشر عشرات الألوف لكي تصل للربح الكامل المعلن منهم، وهذا شبه مستحيل.
@ لو فرضنا جدلاً أنك وصلت لربح المبلغ المعلن كاملاً، فإن ذلك يعني أن الشركة كسبت عن طريقك عشرات أضعاف ما كسبت أنت. فمثلاً إذا كسبت خمسين ألف دولار،كما تقول إحدى الشركات، فإن الشركة تكسب عن طريقك تسعمائة وخمسين ألف دولاراً. بمعنى آخر، دخل عن طريقك مليون دولار، أعطوك منها خمسين ألفاً وأخذوا الباقي!!
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك.
المشرف العام على موقع (اليوم) الإلكتروني