عزيزي رئيس التحرير
تعتبر المكتبات العامة النواة الثقافية لأية مدينة حضارية ينهل طالب العلم منها الكثير من العلوم فتلك المكتبات يرتادها كلا الجنسين ذكوراً وإناثاً يقفون على ضفاف معارفها ويشربون من ينابيع ثقافاتها.. وكانت المكتبات العامة منابر للمثقفين ونواة للمتحاورين تنظم الندوات واللقاءات الثقافية للجنسين. ولكن تموت تلك الأماني ويوارى جثمانها الأخير أمام ما تقوم به المكتبة العامة بالدمام بمنع الطالبات من حقهن في هذا الصرح الثقافي حيث أنه لا يحق للفتاة وطالبة العلم الدخول إلى هذا المبنى الثقافي بحجه عدم توفر مكان لهن.. فيجب على من تريد زيارة المكتبة العامة بالدمام إحضار ولي أمرها والمكوث خارجها ليتسنى لها قراءة ما تريد بواسطة ولي أمرها وقد يكون ذلك الولي صبيا لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر أو قد يكون أبا طاعنا في السن ولقد قامت المكتبة العامة في الآونة الأخيرة بتسهيل أمور الاستعارة من المكتبة ولكن ليس ذلك بحل شاف لما تعانيه الطالبات فالقضية هنا البحث عن المعلومة التي تريدها الطالبة الذي يجب أن تتناوله الطالبة بنفسها فهي التي تريد المعلومة وليس ولي أمرها. لا أعلم ما يضير المكتبة العامة بالدمام لو أنها جعلت يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع للعائلات فقط في الفترة المسائية أو تكليف معلمات مادة المكتبة بالإشراف في ذينك اليومين ويصبح للنساء فقط طاقم نسائي متكامل أو استحداث جزء من المكتبة خاص بالنساء. فتصبح المكتبة العامة بالدمام كبقية مكتبات المملكة باحتوائها على قسم خاص بالنساء ينهلن منه تلك المعارف بخصوصية تامة. وجميع ما سبق حلول بسيطة وسهلة لا أظن أن الإدارة العامة للتعليم تجهلها أو لا تستطيع تطبيقها ففتياتنا في أمس الحاجة إلى هذا الصرح الثقافي المهم. فهل تجد هذه الصرخات من آذان صاغية تجعل من المكتبة العامة نموذجا لذلك المنهج الثقافي المتكامل.
@@ عبد الباسط إبراهيم الفقيه