لابد ان نعرف قانونيا ما حكم مصادرة القيم المعنوية، ولعلك ترغب تحديدا فأقول لك مصادرة الممتلكات المعنوية.. وهذا هو ما قامت به هذه الجريدة بجسارة ومباشرة لا يمكن ان يحسدها عليها احد. وهذا تكريس جميل للحرفنة الصحفية التي تقف على حافة شاهقة باطراف اصابعها تعلن قفزة للامام ولا نعلم ان كانت كذلك او هي قفزة في المنحدر العظيم. لقد صودرت املاكنا بهذه الجريدة التي تحب كتابها حبا جما وتحترمهم احتراما جما (وانا لا امزح في ذلك) ولكن عدم اقامة اعتبار لرأيهم فهذا امر خارج تماما عن المحبة الاكيدة وان اكدت الحمائية العنيدة. هذه الحمائية كأن تنزع من طفلك لعبة مؤذية وان كان متعلقا بها كامل التعلق. فالكتاب محبوبون بلاشك على انهم لا يعرفون الصالح النهائي ولابد من قيم عليهم، وكان لاهل الجريدة ان يعلنوا انهم على كتابها قيمون.المفارقة ان الكاتب يحس ليس فقط بالاستقلال بل بنوع من الامان وحب المكان لما يملك زاويته معنويا، فهو يعصر عقله وذاته وذوقه لكي يخرج بعنوان لها يخصه ولا يخص غيره.. ثم اذا هو في الهواء تتقاذفه ريح المشاع.