"حلمت الليلادي باني في موقف رهيب/ باقول والكلام مني طالع نحيب/ سيادي القضاه دفاعي بسيط/ كلامي ماهوش غويط/ وماهوش عبيط/ بسيط/ بساطة هدوم الغلابا الفقارى الحفاه/ بسيط زي اسم صديق/ على شفة صديق/ بسيط زي دمعة بريء/ بسيط زي وحش جوعان في الفلاه/ بسيط زي حفنة دقيق/ سيادي القضاه. ياهمم ياتمم ياعتاه/ دفاعي قوي قوي زي صرخة غريق/ بينده لقارب نجاه، بينده بينده باخر قواه للحياة/ دفاعي قوي زي نظرة وعيد/.
سيادي القضاه/ سيادي الكرام العظام الفخام العلاه/ دفاعي مؤيد مؤيد بكل الكلام العظيم/ بتوراة وانجيل ومزامير داود/ بقرآن كريم/ سيادي القضاه/ سيادي الحدادي اللي حايمة على رمتي/ ح اقول كلمتي/ لكن قبل ما انطلق واقول كلمتي قولوا لي انتو/ ايه تهمتي؟؟".
هذا جزء من قصيدة لصلاح جاهين وهي تفتح امامنا لا ابواب الخيال وافاق الحدس, بل تفتح امامنا (الواقع) الذي نعيش فيه ولا ندرك ماهو عليه من البشاعة والظلام, ان الفرد العربي في جميع اقطاره, ملاحق بالاتهام من المهد الى اللحد, ملاحق من السلطة التي تنشب فيه نظامها, ومن المجتمع الذي يراقبه: كيف يمشي, وكيف يأكل, ويلبس, وكيف يتكلم بل حتى لماذا يسكت!! الفرد العربي, حتى داخل بيته ملاحق بالظنون السوداء, لذا صار هو نفسه بؤرة للاتهام.
ايه تهمتي؟".
هذا ماصرح به صلاح جاهين نيابة عن كل فرد عربي.. فالتهمة التي تلاحقه من كل حدب وصوب, تكون بلا اساس قانوني او اخلاقي في معظم الاحيان. انها مجرد ظنون سوداء تعكر الحياة والاحياء معا.
ان هذا يطرح امامنا السؤال عن السبب: لماذا توجه قطعان الاتهامات الى الشخص، لمجرد الظن؟ اليس هذا اوضح الادلة على اننا لا نعرف معنى (القانون) ولا معنى الحق, اي حق الفرد, في (الاختيار المشروع) حسب ضرورة الفكر النقدي, وحسب مفهوم الحرية التي ولدته امه معها وعليها؟
بلى..