نصف قرن في عمر مطبوعةٍ رصينةٍ في وزن (القافلة) يستحقّ ما هو أرقى وأهم من الاحتفال المنبري.
و (القافلة) لم تكن مجرد مطبوعة جادة تلفظها المطابع رأس كل شهر. وإنما كانت فعلاً ثقافياً ومعرفياً تراكم، عبر العقود الخمسة، فكوّن موسوعة ثرية بأكثر المعارف تنويعاً ومعاصرة..!
وما عشناه، في إحدى عشيات الأسبوع الماضي، في مدينة الظهران، كان عملاً رمزياً يستحق الثناء والإطراء، ليس لنجاحه، ولا لأناقته، ولا لسخائه؛ وإنما لكونه التفاتةً إعلامية إلى واحدة من أهم الموسوعات المعرفية في العالم العربي..!
إن الاحتفال الجدير بالاحتفال ـ في شأن القافلة ـ هو الاستمرار الأصيل الذي تعودناه في مسيرة (القافلة). وكثير منا مَنء قد شبّ على (القافلة) مصدراً من مصادر التكوين الثقافي الشخصي؛ ومن حق الأجيال القادمة ـ كما هو حقنا أيضاً ـ أن نتواصل مع هذا المصدر المتوازن في طرحه، وتنويعه، وفاعليته.
وإذا كانت (القافلة) قد سارت ـ في الخمسين سنة السالفة ـ على نهج "الأصالة" الأدبية، و"الحداثة" المعرفية؛ فإنه آن الأوان لكي توائم (القافلة) بين خطواتها في المسرى الجديد الذي ستنطلق إليه..!
من حق (القافلة) أن تسير، ومن حقنا أن نستوقفها، قراءة ومراجعة ومشاركة عند من يمتلك القدرة على المشاركة. ومن حق أرامكو السعودية أن تلتفت إلى منجزها التنموي/ الثقافي الذي حاولت (القافلة) تحديداً أن تقدمه بأناقة واتزان شهرياً..!