مقولة ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل لابد ان يتضمنها التقرير النهائي الذي سيقدمه المفتشون الدوليون للامم المتحدة, وحينئذ سيكون التبرير لشن حرب على العراق واهنا وضعيفا, ولايمثل حجة منطقية او قانونية تسمح للولايات المتحدة بشن الحرب لاسيما ان البدء بها سيكون مربوطا بموافقة الامم المتحدة, ويبدو واضحا للعيان ان العراق ابدت ومازالت تبدي مرونة واضحة مع المفتشين الدوليين لتسهيل مهماتهم حيث تفقدوا منذ بدء عملياتهم 188 موقعا, وقاموا باستجواب عدد من العلماء العراقيين الذين اشتغلوا من قبل فيما يتعلق بالتسليح النووي العراقي, ورغم انعدام الدلائل الواضحة بوجود اسلحة دمار شامل بحوزة العراق الا ان التلويح الامريكي بالحرب لايزال قائما فيما دفع حزب البعث الحاكم لمواصلة تدريبات عسكرية مكثفة في محافظة بابل جنوب بغداد شملت سلسلة من التمرينات التعبوية في الفنون القتالية وتطبيق خطة الطوارئ واساليب القتال في المناطق المشجرة والمدن الآهلة بالسكان بما يوحي ان الاستعداد العراقي للحرب يجري على قدم وساق, لاسيما ان غارات بالطائرات الامريكية والبريطانية تشن بين حين وحين على جنوب العراق بما يؤكد خطورة الوضع ويؤكد أهمية اقدام الرئيس بوش على تقديم البراهين اللازمة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ليس للامم المتحدة وحدها بل للشعب الامريكي والعالم بأسره حتى يتم الاقتناع بالفعل بالتهم الامريكية الموجهة الى بغداد, وحتى تكون تلك البراهين ممسكا في يد بوش وفي ايدي المفتشين الدوليين وفي أيدي اعضاء الامم المتحدة كتبرير منطقي للحرب, فلابد ان يفهم العالم كله ضرورة الحرب وأسبابها بشكل منطقي ودقيق وصحيح.