الكثيرون يحمدون لوزارة التجارة انتفاضتها الاخيرة على المصانع والاحواش وكذلك الدهاليز والاقبية التي اتخذ منها ضعاف النفوس اوكارا لتصنيع المواد الغذائية الفاسدة الضارة والمميتة وتلك الجولات المباغتة لمراقبي التجارة تدخل في نفوسنا شعورا بالاطمئنان ان هناك عيونا يقظه ترصد من يتسببون في تفشي الامراض الخبيثة كالسرطان مثلا والوباء الكبدي ومضار اخرى لا حصر لها وقرأنا وسمعنا مؤخرا عن حليب الاطفال الذي ضبطت كميات كبيرة منه في الاسواق والكولونيا (القاتلة) بل لا يكاد يمر يوم او يومان حتى تطالعنا التجارة بتقرير انجازاتها في ضبط كميات هائلة من الممنوعات الغذائية وهنا اخص (الاغذية) دون غيرها من السلع المغشوشة من مواد كهربائية وتقنية وخلافه لان الغذاء المستورد او المصنع محليا يظل هاجسا ومدعاة للقلق والخوف.
والسؤال: لماذا تنتظر التجارة مايرد اليها من معلومات من الخارج عما تحمله عبوات السلع الغذائية من اضرار وامراض خاصة ان تلك المعلومات لاترى النور الا بعد فوات الاوان وبعد ان يلتهم المستهلكون اضعافا مضاعفة لما استهلك في البلد المصنع لهذه السلع او حتى بلدان اخرى مستوردة له.. والمؤلم ان تتكتم وزارة التجارة على اسماء الشركات الكبيرة التي ادخلت تلك السلع الى بلادنا ولا نفهم سببا لذلك ولعل اقرب مثال الدجاج الوطني الذي لم تفصح الوزارة عن اسم منتجها بل انها برأت ساحته وافرجت عن الكميات المحجوزة لديها للتحليل في مختبر الوزارة والتأكد من خلوها من المرض الذي اكتشفته دولة خليجية مجاورة والطريف في الأمر ان الحالة كانت ستبقى على ما عليه والجماعة (غافلون) عن هذا المنتج لولا نباهة تلك الدولة المجاورة التي ايقظت النيام بما تحمله تلك الدواجن في احشائها من مرض خطير
.