كشف التقرير الشهري لمنظمة الاقطار العربية المنتجة للنفط أوابك عن تذبذب اسعار النفط عالمياً نتيجة التهديد باعلان الحرب الدولية ضد العراق حيث ارتفعت الاسعار حالياً وتخطت حاجز الـ 30 دولارا.
بينما شهدت اسعار سلة اوبك انخفاضاً طفيفاً خلال شهر اكتوبر 2002 بـ 0.1 دولار للبرميل مقارنة بالشهر السابق ليصل المعدل الشهري إلى 27.3 دولار للبرميل وقد تراوح المتوسط الاسبوعي لاسعار سلة اوبك خلال الشهر بين 25.2 إلى 28.3 دولار للبرميل وقالت المنظمة في تقريرها ان الانخفاض في اسعار سلة اوبك يعود بالدرجة الاولى إلى العوامل السياسية التي سادت خلال الشهر، ومنها حديث رئيس الولايات المتحدة الامريكية في مطلع الشهر الذي اشار فيه إلى تأجيل البث حول الخطوات القادمة التي ستتخذها الولايات المتحدة حيال العراق مما ادى إلى انخفاض حدة التوتر في منطقة الشرق الاوسط.كما ساهمت كل من البيانات الصادرة عن ادراة معلومات الطاقة الامريكية بشأن تعديل معدلات النمو في الطلب العالمي على النفط نحو الانخفاض خلال الربعين القادمين، والبيانات الاولية التي تشير إلى انخفاض نسبة التزام بعض دول منظمة اوبك بمستويات الانتاج المحددة في مطلع العام في الانخفاض الطفيف الذي طرأ على الاسعار خلال الشهر.
وبالمقارنة بنظيره في العام الماضي يلاحظ الارتفاع في المعدل الشهري بـ 7.8 دولار للبرميل.
واشارت البيانات الاولية المتعلقة بالطلب العالمي على النفط خلال شهر اكتوبرإلى انخفاض بـ 400 الف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق أي بنسبة 0.5% ليصل إلى 76.8 مليون برميل يومياً، وهو مستوى مرتفع بنحو 300 الف برميل يومياً، أي بنسبة 0.4% بالمقارنة بالشهر المماثل من العام السابق.وقد تقاسمت مجموعة الدول الصناعية وبقية دول العالم الانخفاض خلال الشهر بـ 200 الف برميل يومياً لكل منهما، ليصل مستواه إلى 46.9 مليون برميل يومياً في الدول الصناعية، و 29.9 مليون برميل في بقية دول العالم، وبناء على البيانات الاولية الصادرة عن ادارة معلومات الطاقة الامريكية خلال الاسابيع الاولى من الشهر، فان الطلب الامريكي على النفط انخفض بنسبة 1.6% منذ شهر اكتوبر 2000 ولكن هذه التقديرات تبدو غير دقيقة وستكون عرضة للتعديل وذلك في ضوء ما تشهده الولايات المتحدة من موجات برد شديدة غير معتادة في الساحل الشرقي من البلاد، وذلك علاوة على الارتفاع الذي شهدته اسعار الغاز مؤخراً مما سيؤدي إلى انخفاض استهلاكه وزيادة استهلاك النفط، وساهم ضعف الاداء الاقتصادي إلى انخفاض الطلب الياباني على النفط خلال الشهر بنسبة 5.4% مقارنة بمستواه خلال العامين الماضيين.
اما اجمالي امدادات النفط، فتشير التقديرات الاولية إلى ارتفاعه خلال شهر اكتوبر 2002 بنحو 2 مليوني برميل يومياً أي بنسبة 3.1% مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 78.9 مليون برميل يومياً وبالمقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي، يلاحظ ارتفاعه ايضاً بحوالي 2.4 مليون برميل يومياً أي بنسبة 3.1% ويعزي ارتفاع مستوى الامدادات خلال الشهر إلى انخفاض نسبة الالتزام لبعض دول المنظمة وزيادة الامدادات من الدول المنتجة من خارجها بما يزيد عن 1.3 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.
ومن خلال موازنة البيانات الاولية لمستوى الامدادات العالمية من النفط الخام خلال الشهر مع مستوى الطلب، يلاحظ ان هناك فائضاً في الكميات المعروضة يزيد على مليوني برميل يومياً، مقارنة بحالة توازن بين الطلب والعرض خلال الشهر المماثل من العام السابق.
وبالنسبة للمخزون اكد تقرير اوابك شهود اجمالي المخزون التجاري بالدول الصناعية خلال شهر سبتمبر 2002 انخفاضاً قدر بـ 16 مليون برميل مقارنة بمستواه خلال الشهر السابق، أي بنسبة 0.6% مسجلاً مستوى 2576 مليون برميل، في حين وصل انخفاضه إلى 51 مليون برميل مقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي أي بنسبة 1.9%. وعلى مستوى المجموعات شهد المخزون التجاري في كل من دول امريكا الشمالية والدول الاوروبية انخفاضاً في مستواه قدر بـ 11 مليون برميل، و9 ملايين برميل على التوالي، مقارنة بالشهر السابق ليصل مستواه خلال الشهر إلى 1207 ملايين برميل في دول امريكا الشمالية و 923 مليون برميل في الدول الاوروبية.
الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة الامريكية قد استأثرت بالجزء الاكبر من الانخفاض، ويعزى ذلك إلى تدني عمليات الشراء من قبل مصافي التكرير التي تواجه اسعاراً مرتفعة نسبياً وعوائد تكرير منخفضة، علاوة على العاصفتين التي ضربت الخليج الامريكي مع نهاية شهر سبتمبر ومطلع شهر اكتوبر، اما مستواه في دول اسيا الصناعية فقد شهد ارتفاعاً قدره 3 ملايين برميل، ليصل خلال الشهر إلى 446 مليون برميل أي بنسبة ارتفاع قدرها 0.7%.كما شهد مستوى المخزون التجاري في بقية دول العالم انخفاضاً خلال شهرسبتمبر 2002 قدر بـ 13 مليون برميل أي بنسبة 1.2% مقارنة بمستواه خلال الشهر السابق، ليصل إلى 1086 مليون برميل، ومنخفضاً ايضاً بـ 22 مليون برميل مقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي.
اما مستوى المخزون على ظهر الناقلات فقد ارتفع خلال الشهر بـ 13 مليون برميل مقارنة بالشهر الماضي ليصل مستواه إلى 854 مليون برميل، ويعود ذلك إلى الزيادة في كميات النفط الخام القادمة من الدول المنتجة من الشرق الاوسط، خصوصاً السعودية والعراق، كما ارتفع مستوى المخزون بالكاريبي خلال شهر سبتمبر 2002 بـ 2 بمليوني برميل مقارنة بالشهر السابق ليصل الى 60 مليون برميل وهو نفس الارتفاع الذي شهده بالمقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي.بذلك يصل اجمالي المخزون التجاري خلال شهر سبتمبر 2002 مستوى 4576 مليون برميل، منخفضاً بـ 14 مليون برميل و 90 مليون برميل مقارنة بالشهر السابق والشهر المماثل من العام الماضي على التوالي، ووصلت كفايته بعدد ايام الاستهلاك خلال الشهر إلى 67.2 يوم منخفضة باقل من يوم واحد من الاستهلاك بالمقارنة بكفايته خلال الشهر السابق وبـ 1.3 يوم مقارنة بالشهر المناظر من العام السابق.
اما مستوى المخزون الاستراتيجي في كل من الولايات المتحدة واليابان واوروبا وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية فقد شهد ارتفاعاً بـ 5 ملايين برميل مقارنة بالشهر السابق، كما ارتفع ايضاً بـ 62 مليون برميل مقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي ليصل 1345 مليون برميل.
بهذا يصل اجمالي المخزون العالمي في نهاية شهر سبتمبر 2002 إلى 5921 مليون برميل منخفضاً بـ 9 ملايين برميل أي 316 الف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق وبـ 28 مليون برميل مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، الجدير بالملاحظة ان الانخفاض طرأ على غير العادة حيث انه من المعتاد ان يشهد المخزون العالمي بناء في مستواه بنحو 500 الف برميل يومياً خلال الربع الثالث من العام..
وحول سوق الغاز اكد تقرير اوابك ان المتوسط الشهري للسعر الفوري للغاز الطبيعي في مركز هنري بالسوق الامريكي شهد خلال شهر اكتوبر 2002 ارتفاعاً بمعدل 61 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (و ح ب) أي بنسبة تجاوزت 17% مقارنة بالشهر السابق ليصل إلى 4.11 دولار لكل مليون (و ح ب) هذا ولم يسبق لسعر الغاز ان تخطى حاجز الدولارات الاربعة منذ مطلع العام الجاري، ويعزى هذا الارتفاع الملحوظ في سعر الغاز إلى الانخفاض في مستوى امداداته خصوصاً من منطقة خليج المكسيك بسبب العاصفة "ازيدور" واعصار ليلى اللذين ضربا المنطقة في مطلع الشهر.
واما المعدل اليومي للاسعار الفورية للغاز الطبيعي فقد تراوح بين 3.79 إلى 4.38 دولار لكل مليون (و ح ب) ولدى مقارنة المتوسط الشهري لسعر الغاز الطبيعي بالمتوسط الشهري لخام غرب تكساس يتضح انخفاضه بـ 0.89 دولار/ م و ح ب.وتشير الاسعار المستقبلية للغاز الطبيعي المسجلة في الاسبوع الاخير من شهر اكتوبر 2002 إلى ارتفاعها في سوق نيمكس الامريكي مقارنة بمثيلاتها في سوق التبادل الدولي في لندن خلال الفترة من نوفمبر 2002 حتى شهر سبتمبر 2003. وتصل الفروقات في سعر سوق نيمكس في الولايات المتحدة، مقارنة بنظيرتها في سوق لندن اعلى مستوى لها خلال شهر سبتمبر 2003 حيث ستبلغ 1.55 دولار لكل مليون وحدة حرارية.