أوغل علماء العرب والمسلمين في ميدان علم الكيمياء فاستخرجوا منه مركبات عديدة، وذلك نتيجة جهودهم العظيمة وميلهم الفريد إلى التجربة والمشاهدة والقياس والأستنتاج التي على رأسها برزت الكيمياء الحديثة التي نتفاعل معها في هذه الأيام بالمعامل المنتشرة في جميع أرجاء المعمورة.
لقد قام علماء العرب والمسلمين بمجهودات جبارة ، إذ أضافوا إضافات جوهرية ورائعة في حقل علم الكيمياء ومنها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:
1) ترجمة الانتاج العلمي في مجال علم الكيمياء للعلماء من اليونان والهنود والفرس وغيرهم إلى اللغة العربية، فبذلك حافظوا على التراث العلمي في هذا المضمار.
2) ظهور وبروز جمهرة من علماء العرب والمسلمين البارزين في حقل علم الكيمياء وسنكتفي بالتحدث باختصار عن الاعلام المشهورين جداً.
3) استند علماء العرب والمسلمين على المشاهدة والقيام بالتجارب المتنوعة والقياسات العلمية، فشككوا في كثير من نظريات قدماء اليونان الخاطئة وعدلوها، وبذلك أسسوا بكل نجاح الطريقة العلمية الحديثة في التفكير والبحث، لمعرفة النظريات الكيميائية.
4) وفق علماء العرب والمسلمين في أسلوبهم الخاص في إجراء تجاربهم العلمية النادرة، فكانوا يوردون طرقا عديدة لكل تجربة ومن هذه الطرق ما يصلح استخدامه كوسيلة للتعلم، والبعض الآخر للبحث العلمي لتطوير التقنية. لذا نجد أنهم سبقوا علماء الحضارات الأخرى في منهجهم العلمي الذي يطبق الآن في العصر الحديث.
5) استحضروا عددا كبيراً من المركبات الكيميائية والأحماض التي لا تزال تستعمل في المعامل المتقدمة في هذه الايام في العالم.
يقول محمد عبدالرحمن مرحبا في كتابه (الموجز في تاريخ العلوم عند العرب) فالكيمياء لم تصبح علما حقيقيا إلا بفضل جهود العرب ونزعتهم العلمية وميلهم إلى التجريب والملاحظة والأستنتاج ولم يكونوا أرباب نظر فقط كما كان اليونان، بل لقد أضافوا النظر إلى العمل، والقياس والاستنتاج إلى المشاهدة في الأختبار، وارتادوا مجاهل لم يعرفها الأقدمون، وعادوا بذخيرة قيمة قدموها للعالم فبنى على أساسها صرح الكيمياء الحديث الذي نعرفه اليوم، وكان العرب دعامة لها.. وقد بلغ العرب بعلم الكيمياء مبلغا من الرقي مكنهم من تطبيق النتائج التي توصلوا إليها على الصناعات المختلفة، وهو ما يعرف اليوم بالكيمياء الصناعية؟