المهنية في الفضائيات العربية كما قلت مسألة خارج الحسابات.. والجمهور هنا معذور في الاقبال على البرامج الكلامية المغرية والتي لا تكلف اكثر من خط تليفوني يصلك بالجماعة في الاستوديو لتجد نفسك في بؤرة الكون والناس كلها تسمع لك وباهتمام.. لا والأدهى ان قدرات بعض كبار التنفيذيين الطليعيين في محطات عربية تفتقت بفكرة تسليم ميكروفونات برامج حوارية لبعض الممثلين والممثلات ونجوم الشاشة العربية لإضفاء مزيد من التموج والابتكار على تلك البرامج واستقطاب اكبر قدر من الجماهير المهووسة بالمطرب او الممثل الذائع الصيت وهو يلعب دور المعد والمقدم الصحافي الذي لا يشق له غبار في شغل الكلام.. هذا ايضا اسلوب انموذجي وطليعي ولكن الفنانين والممثلين الذين يقدمون برامج جماهيرية حية من امريكا او بريطانيا يملكون رصيدا عاليا من المهارة في الاداء والثقافة في مجالات الحياة العامة التي تجعل منهم اضافة لما يطرح في البرنامج من آراء وافكار وتفاعل جذاب مع الجمهور.. اما ربعنا فأقصى ما يمكن ان يفكروا فيه هو الاحتفاء البصري بالاخت الممثلة وهي كل يوم بمكياج جديد وبفستان اخر ضربة وبقصة شعر غير شكل وهلم جرا.. وما يطرح في البرنامج من هموم ومشكلات وحلول ووجهات نظر فهذه مسائل فيها نظر مرة وعشرين والفا وقد تكون الاخت سعاد او الاخ سعيد ممثل خرافي في مجاله او مطربة مابعدها ولها أوله طوابير من المهووسين والمأزومين وهذا لا يعني صاروخية هذا أو هذه من ادارة برنامج مباشر يحتاج لحضور ذهني ومهارة من ادارة الحوار وعرض وجهات النظر, ناهيك عن مسائل الاعداد والبحث والتقصي لابعاد وطبيعة القضايا التي تقدم للجمهور.. فعلا مسألة المهنة هذه خارج الحسابات كما قلت لكم, اهم شيء طبعا الاخلاق والاحساس والطيبة.. ويا ألطاف الله وبس.