الحديث عن تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية وثيق الصلة بعصب الاقتصاد العربي، عكس ذلك تأثر اقتصاديات وخطط التنمية والتقدم بخسائر تقدر بأكثر من 92 مليون دولار على مستوى الوطن العربي من اصل اجمالي خسائر عالمية بمبلغ حوالي 11 مليار دولار بسبب اعمال القرصنة.. هذا ما اكده علي غنيم نائب رئيس مجلس ادارة الاهرام خلال ندوة الاهرام الاقليمي للصحافة برئاسة اسامة سرايا رئيس تحرير الاهرام العربي وكانت بعنوان "حماية حقوق الملكية الفكرية" وحضرها الدكتور حسن الجميعي استاذ القانون بجامعة القاهرة ورئيس جمعية حماية المستهلك.. كما حضرها عدد من المسئولين بوزارة الاتصالات والاعلاميين وقال غنيم ان قضايا حماية الملكية الفكرية باتت تحتل في الوقت الحالي موقعاً متميزاً في صدر اهتمامات جميع دول العالم، بعدما برزت على السطح اهمية صناعة المعلومات كشريك رئيسي في مسيرة تنمية الامم ومفتاح قيادة المستقبل، وبعد ان سقطت الحدود واصبح العالم كله عبارة عن قرية صغيرة في ظل التطور السريع والرهيب والمذهل في تكنولوجيا المعلومات. وفي ظل هذا الوضع اصبحت الملكية الفكرية من اهم القضايا المؤثرة في اقتصاديات وخطط وعمليات التنمية والتقدم في بلدان العالم اجمع، فعلى سبيل المثال نجد خسائر الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية في مجال برامج الحاسب الالي فقد بلغت العام الماضي اكثر من 11 مليار دولار على مستوى العالم، واكثر من 92 مليون دولار على مستوى الدول العربية، لذلك فاننا حينما نتحدث اليوم عن تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية باعتبارها قضية تمس عصب الاقتصاد في الوطن العربي وهو ما يتطلب مواجهة فعالة لعمليات القرصنة التي تهدد مستقبل الشركات العاملة في مجال الكمبيوتر. واضاف غنيم ان سر التفوق الاجنبي في تنشيط برامج الحاسب الالي يرجع لقوانين حماية حقوق الملكية الفكرية في الخارج مما شجع شركات صناعة المعلومات على زيادة معدلات الانتاج وتحقيق فوائض للتصدير اما في الوطن العربي فبسبب تخوف الشركات من عدم توافر الحماية اللازمة لحقوق منتجيها تقلص انتاج البرامج والنظم باللغة العربية. في حين اكد الدكتور الجميعي على اهمية احترام ملكية الصناعات الذهنية باعتبارها عماد الانتاج والتوسع في التجارة الدولية والتي تحتاج إلى مناخ مستقر وامن وعدم توفير الحماية اللازمة لهذا المنتج سوف يؤدي بالضرورة إلى انسحاب المنتجين والمصنعين او الموزعين من سوق أي دولة لا تحترم الملكية الفكرية خوفاً من سرقة انتاجه مما يعني عزلة الدولة وانخفاض معدلاتها الاقتصادية. وقد اكدت الندوة على ان حماية الملكية الفكرية تعد بمثابة احترام للابداع الذي يعد احد السلوكيات المهمة والمطلوبة داخل المجتمعات المتحضرة، فالملكية الفكرية هي اخلاق يجب نشرها بين عناصر المجتمع بداية من النظام التعليمي المسئول عن خلق الاجيال الصاعدة التي ستتولى مسئولية المجتمع فيما بعد.