بجدارة وصل الشقيقان السعودي والبحريني للمباراة النهائية للبطولة العربية على كأس فقيد الرياضة والوطن سمو الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله.. ذلك الامير الذي زرع نبتة اللقاءات العربية وشجع على اقامتها وذلل كل عقبة تصادفها..
نظرته لأشقائه العرب كانت اكبر من نظرة رياضية وافكاره لم تكن تتقيد بحدود الارض والجغرافيا والعادات والتقاليد.. وربما يكون هو الانسان العربي النموذجي الذي نتمناه.. فهو لم يكن فقط اميرا ابن ملك لاحد الاقطار العربية, انما كان ابا لكل ايتام العرب واخا لكل مصاب وسندا لكل محتاج.. فنحن مازالنا نتذكر آخر صورة له وهو يحمل طفلة يتيمة في الاردن الشقيق, وزملاء المهنة لا تخونهم ذاكرتهم ابدا وهم يتذكرون مواقفه الشهمة والشجاعة.. في الرياض حيث يرقد جثمانه.. وهنا في الكويت حيث نحصد ثمار زرعه.. وفي كل مكان حيث يكون له مصباح ينير ويد تمسح دمعة طفل واخرى تسند عجوزا وقلبا يتسع لالف بل مليون شيخ.. هكذا في كل مكان وفي كل زاوية ترتسم صورته الشامخة وشخصيته الفريدة..
رحل.. لأن الله أراد ذلك.. لكنه بقي وكأنه مازال يبتسم ومازال يفكر ومازال يقود دفه كل تجمع عربي.. واسأل هل هذه معجزه؟؟ وهل هذا زمن المعجزات؟!
سنوات الفراق لم تضعف أبدا اي قرار اتخذه, ولم تترك فرصة للاجتهاد, فهو مدرسة نتعلم منها, وقاعدة بنينا عليها أحلامنا العربية.. واذا كان عالمنا العربي قد اختلف في اشياء كثيرة فقد اتفق على بعض الكبار الذين بقيت اعمالهم تنبت الخير وافكارهم نبراسا في هذا الطريق الطويل ومن بين هؤلاء الراحل فيصل بن فهد. وهذا كلام لست اقوله لأنني سعودي, بل لان هذه نظرة عشرات بل مئات من الاعلاميين العرب الذين اعتبروا الراحل الكبير هبة من الله لنجمع قلوب الشباب العربي في كل المحافل..
وهذا المساء عندما يلتقى الشقيقان البحريني والسعودي لا نطلب الا ان يتفهم لاعبو المنتخبين ان الكأس غالية باسم صاحبها, وتقديرا لذلك الانسان الذي وهب نفسه ليجمع العرب في الميادين الرياضية, اتمنى ان يدركوا ان الجميع يريد مباراة في كرة القدم بفنونها الراقية ولمساتها الابداعية وتنافسها الشريف, ولا يريد أحد متابعة صراع ملاكمة أو رفس مصارعة.. واجزم بأن الجميع في المنتخبين يدرك بأن التاريخ سيسجل المثالية والنموذجية تماما كما سيسجل البطل والوصيف.
ولكم تحياتي