DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فيصل الزامل

فيصل الزامل

فيصل الزامل
أخبار متعلقة
 
راجت فكرة "الشك" في كل شيء كسبيل للمعرفة في اوساط عربية نخبوية (...) منذ اربعينيات القرن المنصرم، وهي لا تستثني شيئا، سواء كان الشك في المعتقدات الدينية اوالاجتماعية او غيرها، وربما خصت المعتقد الديني والاجتماعي بالنصيب الاوفر من "نظرية الشك" لقد تزامنت هذه الفكرة مع نظرية علمية لدراسة الظواهر الطبيعية تقدم مبدأ التجربة والملاحظة، وهي تمارس في المختبرات وعلى اسلاك المعامل لاستكشاف المخترعات الجديدة، واختلط الامران في اذهان البعض فاعتبرهما واحد، (الشك/ ومبدأ التجربة والملاحظة) كما تزامنت هذه الممارسة مع نشوء (اسرائيل) والتي تأسست على مبدأ "اليقين" وليس الشك، وعلى هذا الاساس صارت القصص التوراتية حقائق راسخة يزاح بموجبها شعب من الخارطة الانسانية، وينقل كم هائل من البشر من اصقاع الارض للسكن في بيوت آخرين تم اجلاؤهم عنها، لان هناك "وعدا" واجب التحقيق بغير ادنى شك، لقد التقت مدرسة "الشك" العربية بمدرسة "اليقين" الصهيونية، وكانت النتيجة تفوق الثانية، وهاقد بدأت مرحلة جديدة من التفكير العربي اعلنتها الانتفاضة، وهي تقوم على "اليقين" هذه المرة ولن نسهب في الحديث عنها الان. لقد تفوقت مدرسة اليقين الصهيونية على الشك العربي طوال ستين عاما، رغم انه لا شيء على ارض الواقع يساعدهم على اليقين فهم احزاب متصارعة ولكل واحد منهم بيت في روسيا او امريكا وجنسية يحتفظ بها، الا انهم كانوا يعلنون اليقين حتى وان اضمروا الشك وتستروا عليه، بينما كانت فكرة الشك العربي يصدح بها المغني العربي (الشك اودى باليقين)، واستكثرت تلك النخبة على الشعب العربي شيئا من اليقين الديني والاجتماعي لمواجهة الطوفان الصهيوني الذي كان يطرق بقوة ابواب نفسية عربية متصدعة بالشك، وانتهت المسيرة العربية الى تغريب "سياسي" لصالح المعسكر الشرقي، واستلاب "اقتصادي" لصالح المعسكر الغربي، في حين اسفر اليقين الصهيوني عن توظيف المعسكرين لصالح يقين كاذب، غير انه كان مفيدا لتجميع اليهود الشتات فليس اقوى من صوت اليقين وما يفيضه به من ثقة طافحة تجمع الناس حتى وان كان على الباطل، كما فعل هتلر وغيره، بينما استكثرت علينا النخب العربية ابسط مظاهر اليقين، وهيمنت عليهم طريقة (من اين جئت؟ لست ادري؟) المدمرة للوجدان والروح. سامحكم الله لقد اضعتمونا لفترة طالت جدا، والان انتهت اللعبة وحان دور اليقين.