تأتي فعالية الاسبوع الثامن والعشرين للاصم هذا العام بالكثير من الانشطة التعريفية بمعاناة الصم والجهود المبذولة للتخفيف من وطأة هذه الاعاقة ويشارك به العديد من المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية.
وهذه الجهود الخيرة لا يسعنا الا الثناء عليها واشارك بها بالرغم من ان المشاركات طوال الاعوام الماضية ظلت في الاطار التعريفي بحجم المشكلة وابعادها التعليمية والنفسية والاجتماعية دون البحث الجدي للحد منها وبالرغم من كثرة الجهات المشاركة في رعاية الاصم إلا انه ينقصها الكثير من التنسيق ووضع المعايير العلمية للعناية بالاصم بدل ان تترك للاجتهادات التي قد يجانبها الصواب في اكثر الاحايين بالرغم من الاموال الكبيرة التي تصرف في هذا الجانب حيث ما زال شعار الفحص الشامل للمواليد لتحديد ضعف السمع في الايام الاولى من عمر المولود يراوح مكانه ويطرح باستحياء من قبل شريحة ضيقة من المجتمع وهم المختصون في هذا الجانب على الرغم من ثبات نجاحه وقلة التكلفة المادية والمردود الايجابي الذي لا يقدر بثمن على الطفل الاصم.
ومع الاسف مازال الكثير من الاطفال لا يتم تشخيصهم إلا بعد مرور ثلاث إلى اربع سنوات من اعمارهم وهناك اطفال يتم تشخيصهم وهم في المراحل الدراسية الاولى بعد تعثرهم في التحصيل العلمي ولنا ان نتصور التأثير السلبي على الذاكرة اللغوية وحرمانهم من مصادر التعليم والمعرفة طوال هذه المدة.
أرى ان يتم البدء في المرحلة الاولى اذا ما تم الاخذ بهذا المشروع للاطفال الاكثر احتمالا بالاصابة سواء كان ذلك من التاريخ الاسري او العوامل التي قد تؤدي الى ضعف السمع على ان ينتقل في مرحلة لاحقة لفحص جميع المواليد والذي لا يحتاج لاكثر من جهاز تستطيع الممرضة بقليل من التدريب اجراء الفحص في مدة لا تتجاوز ثلاث دقائق. ان العمل بالفحص الشامل هو الحل الامثل لهذه الفئة للتشخيص المبكر والبدء بعملية التاهل وتوفير المعينات السمعية واعادة تأهيلهم لينالوا حقهم في التعليم واكتساب المعرفة وكلي امل ان تبادر الجهات الصحية والتعليمية والجمعيات الخيرية بالبدء في تبني هذا المشروع والبدء بتطبيقه ضمن معايير علمية صحيحة وتحت اشراف المختصين في هذا المجال ويكفي ان نعلم ان الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي قد بدأت في تنفيذ البرنامج لفحص جميع المواليد بالرغم من ان معاناتنا اشد وطأة حيث ان معظم الاسباب وراء الصم اكثر من 50 بالمائة تعود لعوامل وراثية كنتيجة لزواج الاقارب واتمنى ان تكون فعاليات العام القادم تحت مظلة واحدة وبشعار الفحص الشامل للمواليد الطريقة لحياة افضل للاصم يقام من خلالها مؤتمر دولي في هذا الجانب.