أخبار متعلقة
تفاعلاً مع الأحداث الحالية التي يشهدها العالم العربي وخاصة أحداث العراق وما واكب ذلك من أحداث إعلامية أكثر من أحداث الحرب فقد استضاف نادى أبها الأدبي علي آل عمر عسيري عضو مجلس منطقة عسير والمستشار الإعلامي بجامعة الملك خالد في لقاء أداره إبراهيم الحسن النعيمي الذي قدم الضيف مستعرضاً حياته العملية بدءا من التعليم والإعلام وأعماله الأدبية.
الإعلام والحرب
وقد بدأ الضيف الحديث فشكر لرئيس النادي دعوته وقدر له دعواته المتكررة وقال نظراً لما لأحداث هذه الوقت من أهمية فقد قررت الحديث عن إشكالية وقتنا الحاضر وهو الإعلام في ثلاثين يوماً بدءا من 15 من محرم 1424هـ إلى 15 من صفر 1424هـ تم خلالها الغزو الأمريكي البريطاني. وبدأ الحديث عن رأى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بأن من ليس معنا فهو ضدنا. وقال آل عمر في محاضرته: إن الاهتمام بالإعلام السياسي والعسكري في أمريكا ليس بجديد فهو ضمن بنود العمل في البنتاغون منذ وقت بعيد ولكنه يركز على الأمور الداخلية أكثر من الخارجية ولم يكن ملحقاً بوكالة الاستخبارات الأمريكية إلا في عهود قريبه ويكفي أن الرئيس السادس عشر لأمريكا إبراهيم لنكولن قد اختار عام 1860م أحد ابرز مساعدي وزير الحرب ليكون محرراً تنفيذياً لصحيفة نيويورك تريبيون وحمله مسؤولية إطاحة الجمهور بتطورات الحرب الأهلية التي اشتعلت في أمريكا آنذاك. وقال لقد بدأت حرب الإعلام والبارود بعد المهلة القصيرة لصدام ومع المهلة انتفض الإعلام بكل شرائحة فوصل إلى الكويت والأردن وقطر والعراق جيوش إعلامية حيث وصل إلى الأردن 900 صحفي يمثلون أكثر من (40) محطة تلفزة ووكالة أنباء عالمية وقد أعد لهم (30) مكتباً صحفياً. كما وصل إلى الكويت (2500) صحفي مرافقين للقوات ( الأنجلو امريكية) وفي داخل العراق بلغ عددهم عشرات الصحفين ووكالات وفضائيات وقدمت لهم وزارة الإعلام العراقية تسهيلات كبيرة. وأشار بأنه مع بداية الحرب بدأت وسائل الإعلام بتقديم آراء متباينة وقامت أكثر من (20) قناة عربية بنقل بداية الغزو مباشرة. واعتمدت 16 قناة عربية أخرى في بثها على خدمة رويترز التلفزيونية وأشار المحاضر إلى التنافس المثير بين القنوات ومنها القنوات العربية الخليجية وهناك قنوات غردت خارج السرب تماماً أما بالعبث الغنائي أو بالمسلسلات الباردة والتركيز على الأغاني في وقت باتت مدينة الرشيد تغرق بالدماء والدموع وكان العراقيون المحرومون من البث الفضائي يستفيدون من قناة العالم الإيرانية التي أعلنت سقوط بغداد قبل القنوات الأمريكية وقال المحاضر ان القنوات تفاعلت مع الحدث ولكن كانت شبكة رويترز الأخبارية الأوسع تغطية والأكثر انتشاراً وفي بريطانيا تنافست قنوات عديدة مثل b.b.c وسكاي نيوز وغيرها. وقال إن من المفارقات العجيبة أن وسائل الإعلام الصينية شاركت في خطوة غير مسبوقة بتغطية شاملة للحرب. حيث قام التلفزيون الصيني (v t ) ينقل قصف قصور بغداد على الرغم من عدم تغطيتها لحرب الخليج الثانية على الإطلاق وهو مثار تساؤل. وليس هذا فحسب فالصحافة كانت السجل التوثيقي للأزمة وكانت الوعاء الذي حفظ الرأى والرأي الآخر. كما كان للإذاعة دور كبير وكانت بديلاً جيداً للمسافرين ولمن يعانون عدم استقبال القنوات الأرضية. وكان لصوت أمريكا ومونت كارلو.. ولندن بي بي سي حضور واسع في آذان المستمع العربي. إلا أن أحدث وسائل الإعلام الموجه كانت المنشورات التي استخدمها الأمريكيون في العراق بعد النجاح الذي حققته في أفغانستان وقد وزع الجيش الأمريكي ما يقارب مليوني منشور استهدفت (29) موقعاً عسكرياً ومدنياً في بداية الحملة وعند انطلاق الحرب على ما يزيد على (17) مليون منشور كتبت بالعربية والإنجليزية. وعودة إلى الصحافة فقد كانت أكثر رزانة من الإعلام المرئي وأوسع معلومات وأقرب إلى الواقع وذلك بفارق الزمن فقد كانت الصحافة لتحقق من المعلومة وتنتقى المفيد كما تحدث المحاضر عن الكتابات والتحليلات الصحفية في الصحف العربية والأجنبية والمؤتمرات الصحفية وضجة مؤتمر وزير الإعلام العراقي " محمد سعيد الصحاف" وما أثاره في استخدمه عبارات رذيلة تجاه الخصوم ومما أشــار إليه مقــــالات ( الصحافة السعودية) كما تحدث عما لاقاه الإعلاميون في الحروب ومنها حرب العراق والضحايا الذين سقطوا برصاص المتحاربين. وقد قدم المحاضر دلائل سردية وواقعية وأحصائيات واقعية عن إشكالية الإعلام واختتم محاضرته قائلاً: أيها الأخوة أمام واقع جديد لا مجال للحديث عنه بعضه صنعناه بأخطائنا وبعضه بأيدي أصدقائنا وأعدائنا ولابد من مواجهته بايجابية صادقة فالغرب لن يسمح لنا بعد الآن بالتصادم معه وهو ذو إمكانيات وقدرات هائلة يمكنه إلحاق الضرر بنا ما لم نتعامل بحذر الواثق وواقعية النزيه ومصداقية الشريف. وفي نهاية المحاضرة كان هناك عدة أسئلة ومداخلات منها للأستاذ أحمد التهاني الذي أبدى أعجابه بالمحاضرة وتمنى أن يستضاف أمثال المحاضر في التحليلات السياسية على شاشة التلفزيون وقال إن إعلام النفظ تفوق على إعلام مصر والشام كما طالب الدكتور عبد الله سليمان بطبع المحاضرة. وتساءل المهندس سامر النعيمي عن الرؤية حول سقوط بغداد والدكتور عبد الله الحميد تساءل عن العراق القادم. وقد أكد المحاضر على عودة العراق بأهله فهو نتاج حضارة 10 آلاف نسمة وتساءل أحمد شائع عن مصير متاحف بغداد وقد أبدى المحاضر أسفه على هذه الثروة الغالبة التي ضاعت عبثاً. ويتساءل عبد الله الأسمري عن الوسيلة الكفيلة لحماية الإعلاميين في الحروب.
محمد بن عبد الله الحميد