اخيرا دخلت القيادات الصينية ساحة الحرب ضد فيروس العرض التنفسي الحاد القاتل "سارس" الذي واصل زحفه نحو المناطق النائية في البلاد وقالت شركة تصنيف ائتماني كبيرة ان المرض سيصيب اقتصاديات آسيا مثلما اصاب سكانها.
وقال علماء امريكيون وكنديون انهم توصلوا للخريطة الجينية للفيروس الجديد كل على حدة الامر الذي يعزز الامل في امكانية اجراء اختبار سريع يمهد لانتاج علاج بأسرع ما يمكن.
لكن مع الغاء رحلات الطيران وبقاء السياح في بلادهم وخلو المتاجر والمطاعم في البقاع الاكثر تعرضا للفيروس مثل هونج كونج وسنغافورة تتزايد المخاوف من تدهور اقتصادي اطول أمد في المنطقة.
وقالت وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني ان انتشار المرض سيتسبب في انخفاض اجمالي الناتج المحلي في هونج كونج بنسبة تتراوح بين 0.6 و1.5 بالمئة.
اما بالنسبة للسنغافورة فقد يبلغ الانخفاض 0.4 الى 2 بالمائة وربما فقدت الصين ما يصل الى 0.5 من اجمالي ناتجها المحلي.
والمرض الذي انتشر عبر العالم عن طريق المسافرين بعد ظهوره للمرة الاولي في مقاطعة جوانجدونج الجنوبية بالصين اصاب 3300 وتسبب في وفاة 144 في اكثر من عشرين دولة.
والآن بعد شهور من التعتيم على انتشار (سارس) بدأ زعماء الصين معركة علنية لوقف انتشار الفيروس القاتل.
ودعا رئيس الوزراء وين جيا باو "الأمة بأسرها" ان "تعمل جنبا الى جنب لكسب المعركة الشرسة" ضد الفيروس وامر بحملة تطهير للطائرات والقطارات والحافلات والشاحنات وسيارات الاجرة ومباني المكاتب للقضاء على الفيروس.
وخوفا من تأثيرات أطول امدا على الاقتصاد الآسيوي سريع النمو زار وين ورئيس الحزب الشيوعي هو جين تاو كبرى المستشفيات التي تحارب المرض والتقوا باطباء في الخط الامامي من المعركة ضد الفيروس.
ووضعت الملصقات في شوارع المدن وانفاقها تدعو الناس لغسل اياديهم بعد مسح انوفهم والحد من الشراب والتدخين والاحتفاظ باقنعة الوجه في متناول اليد.لكن المرض ينتشر بسرعة في الصين.
وتقول منظمة الصحة العالمية ان تتبع (سارس) سيكون صعبا في المناطق النائية حيث لا يتلقى النظام الصحي سوى خمس الانفاق الحكومي في حين يخدم 70 بالمائة من السكان.
وبدأت المخاطر الاقتصادية تجتاح المنطقة. اذ قالت ستاندرد اند بورز ان الفيروس الذي يغير انماط الحياة ويؤثر في الاستهلاك سيؤدي الى تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في معظم ارجاء آسيا.
وقالت ان انتشار المرض سيؤدي الى خفض معدلات النمو في معظم اقتصاديات آسيا عام 2003 وان اخطر التأثيرات ستنعكس على هونج كونج.
وقال بينج شو المدير بالشركة "تتناسب التغييرات في كل اقتصاد بصورة كبيرة مع مدى خطورة انتشار الفيروس واهمية السياحة والاستهلاك المحلي للاقتصاد."
وفقد نحو 60 الف عامل بالمطاعم والفنادق وظائفهم او على الاقل منحوا اجازة دون رواتب. وتقول النقابات ان معدل البطالة قد يصل الى ثمانية بالمائة.