هناك من يعيش بلا هدف وبلا رؤية وبلا مبادئ فيمضي يتخبط يمينا ويسارا يتأمل الناس من حوله يرى الناجحين فيتحسر، يرى العاملين بجد واجتهاد فيموت كمدا وغيظا، يرى المتحابين في الله والذين يعيشون في ود وسلام فيكتئب ويبتئس وينهار.. تتراكم الاسقاطات داخل نفسه فيبحث عن ضحية.. ضحية يفرغ بها هذا الكم الهائل من الكبت والغضب والاحقاد.. وهنا بيت القصيد..
فالبعض من الصحفيين مثلهم مثل بقية البشر تنطبق عليهم الصفات اعلاه ولان لهم علاقة بالصحافة فللاسف عقدهم ومكبوتاتهم وامراضهم النفسية يتقيأونها على صفحات الجرائد.. واستعير هنا احدى كلمات وزير الاعلام العراقي الصحاف ـ العلوج ـ لاطلقها عليهم وهي هنا تحمل صفات كثيرة اضافة لمعناها الاساسي وتشمل الحمق والجهل والتخبط..
وما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو ما تابعته من مهاترات هؤلاء العلوج على صفحات بعض الصحف لاختلاق مشكلة مع رئيس نادي الشرقية الادبي الشيخ عبدالرحمن العبيد فكشفوا عن انيابهم ومخالبهم ومضوا بدون وازع من دين او ضمير يسودون صفحاتهم الصفراء بضجيجهم المزعج وحسدهم المكبوت دون اي مراعاة للاعراف او الاخلاق للاسف الشديد.. فجعلوا من الحبة قبة وضخموا اختلافا بسيطا الى معركة ومحاكم وقضايا وشهود، وحشدوا الحشود وكالوا التهم.. صمتوا دهرا ونطقوا كفرا.. سنوا رماحهم المسمومة ليطلقوها على الشيخ الجليل دون تقدير لسن او تاريخ او مركز.. تماما كالذبابة تدمي مقلة الاسد ـ وعفوا للتعبير ـ لكن من هم هؤلاء العلوج ليتطاولوا على شخصية تفوقهم في كل شيء (ولا مجال للمقارنة) واية اهداف غوغائية تلك التي يسعون وراءها.. المصيبة انهم بلا اهداف فقط لمجرد الاثارة الصحفية الخالية من اي فكر ومضمون ولو كانوا يعرفون ابجديات الصحافة لعرفوا اخلاقيات المهنة لكنهم يتحينون الفرص ويبحرون في المستنقعات بحثا عن صيد ينهشونه بانيابهم ويملأون بأشلائه صفحاتهم الخاوية الخالية بلا معنى ولا مبنى بل تفاهة مطبقة..
اقول لهؤلاء العلوج دعوا الخلق للخالق فانكم والله محاسبون على كل كلمة تقولونها او تكتبونها قال تعالى: (ام يحسبون انا لانسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) وقال تعالى: (الفتنة اشد من القتل) فدعوا الناس لحالهم واستثمروا صفحاتكم فيما يفيدكم ويفيد الناس ولا تتدخلوا فيما لايعنيكم فالنادي الادبي له رؤساؤه ومؤسسوه وهم ادرى منكم بشئونه.
واقول للشيخ الفاضل عبدالرحمن العبيد نعتذر لك ياشيخنا بالانابة عن هؤلاء العلوج وعذرنا انهم يعانون داء الحمق والسفاهة.. فاستمر رعاك الله ولا تنظر لما ورائك وقد قيل ويقال دائما الكلاب تنبح والقافلة تسير..
اما الاطراف الاخرى من الموضوع والذين اقحموا فيه اقحاما لا ابلغ ولا اجل من هذه الآية اوجهها لهم (اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)..