نجحت تجربة طبية في ولاية تقع في غرب تايلاند بخفض نسبة الوفيات بالملاريا الى نصف ما كانت عليه في هذه الولاية. فيما حقق فريق من الباحثين البريطانيين انجازا علميا اعطى املا جديدا بمكافحة هذا المرض الذي اعتبر امس الجمعة يوما عالميا له. لا سيما في افريقيا.فقد نفذ مكتب الصحة في ولاية تاك. على الحدود مع بورما. برنامجا حمل اسم (المبادرة لمكافحة الملاريا) استمر من تموز/يوليو عام 2001 الى ايلول/سبتمبر عام 2002 وادى الى انخفاض حالات الاصابة باخطر انواع الملاريا (بلاسموديوم فالسيباروم) بنسبة 30% ليصبح عدد الاصابات 43 الف اصابة مقابل 62 الف اصابة العام السابق. كما انخفضت الوفيات بنسبة 42% ليتم تسجيل 36 وفاة مقابل 62 للعام السابق.
يوضح فرانسوا نوستن مدير مركز شوكلو التايلاندي للابحاث المكلف تحليل نتائج البرنامج ان شروط دراسة المبادرة لمكافحة الملاريا تجعل منها سابقة طبية عالمية. استندت التجربة الى مبدأين: اولهما الكشف المبكر عن المرض بواسطة شبكة تضم نحو مئة قروي تم تأهيلهم لهذا الغرض. وثانيهما استخدام مركب من مجموعة ادوية لا يستطيع طفيلي الملاريا مقاومتها.
ويقول سومراك كاوسورم (18 عاما) احد العاملين في الشبكة: عندما كانت تقع اصابة في السابق كانت العدوى تنتقل الى المحيط بكامله (..) الان انخفضت نسبة العدوى كثيرا.
شيد كاوسورم. وهو من قرية دوي هين كيو الصغيرة التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود مع بورما. كوخا خشبيا صغيرا يستقبل فيه اربعة او خمسة مرضى يوميا. يغرز كاوسوروم اصبع المريض بابرة معقمة ليضع نقطة من دمه تحت المجهر ليحدد احتمال الاصابة باخطر انواع الملاريا. ولا تتطلب النتيجة سوى عشر دقائق .
يقول الطبيب سوباكيت سيريلاك المشرف على البرنامج: عندما تكون الاصابة من نوع الملاريا غير الخطير يهتم القرويون بمعالجتها بالادوية الضرورية.
وكانت مؤسسة بيل و ميلندا غايتس قد قامت بتمويل البرنامج بهبة قيمتها 3.4 مليون يورو فيما يتراوح راتب العامل في الشبكة القروية بين 33 و55 يورو شهريا.
يستخدم البرنامج مركبا من دواءين يضعف كثيرا مقاومة طفيلي الملاريا للعلاج. وقد تم انجاز هذا المركب بعد تجارب استغرقت 20 عاما.بدأ مركز الابحاث التايلاندي استخدام المركب في مخيمات اللاجئين البورميين في ولاية تاك حيث انخفضت نسبة مراجعات المرضى خشية الاصابة بالملاريا الى 5.0 % مقابل 30 % سابقا.
وكان باحثون بريطانيون. وبالتعاون مع باحثي جامعة بايوتيك في بانكوك بتايلاند. قد توصلوا هذا الاسبوع الى تحديد تركيبة المادة البروتينية التي تتيح لطفيلي الملاريا مقاومة الادوية. كما جاء في مقال نشرته مجلة نايتشر ستراكتشورال بيولوجي العلمية البريطانية المتخصصة.
وقال البروفسور مالكوم ولكنشو. من معهد الاحياء الخلوية والجزيئية في جامعة ادنبره في اسكتلندا ان معرفة تركيبة البروتين: ستتيح لنا تركيب ادوية جديدة كفيلة بتجاوز مقاومة الطفيلي الذي ينتقل عن طريق لسعة بعوضة الى الانسان مؤكدا بان ذلك يعني تطورا بارزا في مجال الابحاث.
ويؤكد نوستن ان اهمية هذه الانجازات تزداد مع ارتفاع مقاومة الملاريا للعلاج اذ لم تتوصل مختبرات الادوية الى تركيب ادوية جديدة بدل تلك المستخدمة منذ الخمسينات لمكافحة الطفيلي بسبب انخفاض الربحية في هذا المجال.
ويضيف: لقد برهنا على امكانية تخفيف الملاريا. لكن تنقص الوسائل والارادة السياسية مؤكدا على ضرورة مضاعفة الاموال المخصصة لمكافحة هذا المرض في العالم مئة مرة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد اعلنت امس الجمعة لمناسبة اليوم الافريقي لمكافحة الملاريا ان الملاريا تقتل طفلا افريقيا كل ثلاثين ثانية مما يجعل الاطفال في افريقيا يشكلون الغالبية من اصل مليون شخص يموتون كل عام بهذا المرض في العالم.