حذرت الولايات المتحدة إيران من التأثير على الشيعة في العراق الذي مزقته الحرب وذلك في ضوء عدم استعداد واشنطن للحمية الدينية عند الشيعة العراقيين وقلقها من التدخل السياسي لإيران المجاورة.
وقال آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض عن نظام الحكم الشيعي في إيران لقد أوضحنا لإيران أننا سنعارض أي تدخل خارجي في طريق العراق نحو الديمقراطية. ويندرج في هذا تسلل عملاء لزعزعة استقرار السكان الشيعة.. لقد أوضحنا الرسالة لإيران.
وفيما أعلن الجيش الامريكي أن قواته في بغداد قبضت على أربعة مسئولين من نظام صدام حسين السابق بينهم قائد الدفاع الجوي مزاحم صائب حسن التكريتي. وبذا يبلغ عدد الذين قبضت عليهم قوات التحالف11مسئولا عراقيا من بين قائمة تضم 55شخصية عراقية مطلوب اعتقالهم لكن الذي أثار القلق وشغل البال في الولايات المتحدة هو التطورات السريعة والتحركات السياسية للشيعة والتناحر بين التيارات المختلفة. حيث جاءت تصريحات فلايشر بعد يوم من بدء مئات الالاف من الشيعة احتفالات دينية ظلت محظورة منذ فترة طويلة في كربلاء والاحتفال بالحرية الدينية التي حصلوا عليها مؤخرا. وجاءت الاحتفالات مضاعفة من حيث أعداد المشاركين بها كنوع من استعراض القوة من جانب الشيعة الذين عانوا القهر زمنا ويطالبون حاليا بدور بارز في إدارة شئون العراق في غير وجود القوات الامريكية.
وكان صدام يخشى ارتباط الشيعة العراقيين بإيران وهي دولة دينية يحكمها رجال الدين الشيعة، وكذا تواجه الولايات المتحدة الآن مخاوف من أن تفقد السيطرة على الوضع ومن ثم وجهت إنذارا شفويا ضد إيران أمس الأول الاربعاء.
ويتهم مسئولو وزارة الدفاع الامريكية حكام إيران الشيعة بإرسال عملاء للتأثير على السكان الشيعة الذين يتركزون حول البصرة وكربلاء في جنوب العراق. ولكن المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق ومقره طهران وهو أكثر الجماعات الشيعية العراقية المعارضة نفوذا أعلن أنه لن يرفع السلاح ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق. ونأى المجلس أيضا بنفسه عن جماعة تطلق على نفسها جماعة التحرير الوطني العراقي التي أعلنت حربا على مستوى محدود ضد الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني للعراق. والمجلس الأعلى هو من جماعات المعارضة في المنفى التي زرعتها واشنطن قبل الحرب ولكنه رغم ذلك ينأى بنفسه عن الولايات المتحدة.