أخبار متعلقة
تعتبر حرب الخليج الثالثة حرباً مختلفة عن الحروب السابقة فهي الحرب الأولى التي تنقل على الهواء مباشرة وكأننا نشاهد مباراة في كرة القدم، نشاهد المدافع وهي تنطلق، الطائرات وهي تغير،و الوزراء وهم يتنقلون، يصرحون وينفون ويشددون. ولأن هذه الحرب مباشرة فقد أصبحت تأثيراتها أيضاً مباشرة وسريعة
وكان الإعلام العربي هو المنتصر الأول فيها ومنه جاءت التأثيرات التي اجتاحت البيت العربي وشملت كل افراده ومنهم الزوجات اللاتي اندهشن لموقف الازواج طوال العشرين يوماً التي استغرقتها الحرب..(اليوم) التقت ببعضهن في الاستطلاع التالي:
ترى ام حسن ان زوجها غير منشغل كثيراً بتحليل الأمور سواء الحربية أو السياسية وذلك لعلمه بعدم جدية هذه التحليلات كما انه يحمل وجهة نظر مختلفة كلياً لكنه يكتفي بالصمت ولا يشارك في المناقشات لانها حسب زعمه لن تؤدي الى شيء. وتشعر أم حسن أن الشعب العراقي هو الخاسر الأكبر في هذه المعركة احباط الزوج
أما فاطمة فقد لمست تأثراً انعكس على كثير من أبناء المجتمع وليس زوجها فقط الذي أصبح عصبي المزاج ولا يحتمل الكثير من الجدال. وتعتقد أن زوجها أصيب بالإحباط جراء الأحداث المتسارعة التي حدثت على أرض المعركة رغم أنها لمست عدم تفاعله مع ما يجري. وتضيف أن بعض فئات المجتمع أصيبت بحالة هستيرية جراء خلافاتهم في وجهات النظر، فمؤيدو صدام حسين ومؤيدو بقاءه وأنه سوف يهزم أمريكا لم يتحملوا وجهة النظر المخالفة سواء قبل سقوطه أو حتى بعد سقوطه. وتؤكد انها شاهدت بقناة فضائية اختلافا بين اثنين بصالة احد المستشفيات انتهى باغلاق التلفزيون الى الان .. فهل هكذا يكون الاختلاف
اما زكية فلديها وقائع تختلف عما سبق، فزوجها يقضي أكثر الليالي في الدعاء والتضرع إلى الله بأن ينجي الشعب العراقي، لأنه الطرف الوحيد الخاسر في هذه المعركة غير المتكافئة والتي زج صدام فيها شعبه إلى الدمار.
وتضيف :كان زوجي لا ينقطع عن مشاهدة القنوات ويتابع أخبار الحرب أولاً بأول، لكنه ما إن يقترب وقت نومنا حتى يترك التلفزيون ويذهب إلى مناجاة ربه وينقطع عنا فترة قبل أن يخلد إلى النوم. وتؤكد أنها تأثرت بسلوك زوجها وراحت هي أيضاً تتضرع إلى الله لينجي أبناء العراق
وتؤكد ان طفلها الذي لم يبلغ الرابعة أصبح يقلد حركات العسكريين وإشاراتهم ويقلد أيضاً مذيعي نشرات الأخبار الذين كما يبدو أصبحوا أكثر شهرة من القادة الميدانيين.
المساعدة بالانترنت
وتشير أم أحمد الى أن زوجها كان يحاول أن يقدم شيئاً ما للشعب العراقي، وبما أنه لا يستطيع تقديم المساعدات المادية لأنه غير متمكن فقد حاول أن يشارك هموم أمته عبر الإنترنت لأنها وسيلة ستوصل صوته للآخرين. وترجح أن هذه الوسيلة ربما تكون ذات جدوى في عالم يعتمد اعتماداً كبيراً على وسائل الاتصال الحديثة.وتؤكد فاطمة ان طفلها البالغ من العمر سنتين أصبح يقلد صوت المدافع والطائرات الحربية وصوت جرس الإنذار. ويعتبر هادي أحد الأطفال المتأثرين بهذه الحرب، ولكن والده يعتقد أنه تأثير إيجابي نوعاً ما. هادي في الصف الخامس الابتدائي وهو طفل كسائر الأطفال لم يكن يعرف بوش ولا محمد سعيد الصحاف ولا توني بلير. إنه بالتأكيد يعرف صدام حسين لما كان له من ذكر قبل تلك الحرب بسنوات طويلة، وهو سعيد لأن صدام غير موجود حالياً ولا يملك التفسير حيال ذلك ولكنه يشاهد على القنوات بأن الشعب العراقي يمر بحالة بؤس وانهيار سببها صدام، فهو لذلك سعيد، ولكنه بالتأكيد لا يدري أن أمريكا هي التي أطاحت به. ويقول والده يكفي أنه أصبح يحب متابعة نشرات الأخبار وينقطع بعض الوقت عن متابعة قناة سبيس تون. هذا وحده يكفي.
ويقول أنور الشيخ؛ إنه لم يتأثر كثيراً من أجواء الحرب ولا يدري لماذا. إن ثمة شعورا يداهمه بأن الأطراف المتقاتلة زجت بنفسها في الحرب دون أي مبرر حقيقي. الخاسر الوحيد
ويضيف أنور إنه ربما كانت الحرب مجرد لعبة لا شك أن الخاسر فيها هو الشعب العراقي وهو غير قادر على تفسير الأمر، ولكنه مع ذلك يتابع الأخبار الضرورية. إن الإنسان في هذا الوقت لا يستطيع أن يتجاهل الأخبار. ويستغرب أنور كيف أن أصدقاءه يأخذون الحرب مأخذ الجد أكثر مما ينبغي ويهلكون أنفسهم وصحتهم من أجل متابعة ما يجري على ساحة المعركة في حين انه معروف سلفاً من الذي سينتصر فيها بسبب غياب التكافؤ العسكري. لقد أصبح الجدال والنقاش حول الحرب من المسائل المتعارف عليها في كل مكان أذهب إليه (العمل - الديوانية - زيارة الأهل...) أما أنا فأكتفي بسماع الأخبار القليلة ثم أخلد إلى النوم استعداداً ليوم عمل جديد. ولا يرى فيصل أي تغيير على حياته اليومية هو وأسرته غير متابعته اليومية للاخبار التي يذهب بها بعيداً في حوارات لا تنفع في شيء.ويوضح إن الحرب كشفت حقيقة الاوضاع السيئة التي يعيشها ابناء الشعب العراقي.
الحرب على العراق شغلت الجميع