المجتمعات والشعوب في كل جهات الدنيا تختلف في انماط الحياة التي تمارسها بحسب معتقداتها ونشأتها وتتأثر وتؤثر من خلال القيم والمباديء التي ينضح بها وعاء الاسرة والمجتمع سلبا او ايجابا لمفهوم الحياة وممارستها والتكيف معها في كثير من السلوكيات للفرد وعلى المستوى الاسري نهاية بالمجتمع ككل.. وهذا ما يبرر الاختلاف الواضح لمفهوم الحرية داخل المنظومة الاجتماعية والبون الشاسع بين الطبقة المتعلمة التي تملك ثقافة تربوية تؤهلها لتنشئة جيل متميز مدركا لحقوقه وحقوق الآخرين من حوله والطبقة الاخرى التي لم تساعدها الظروف المختلفة بالمكان والزمان في تطبيق الوسائل الناجعة في التربية الاسرية السليمة التي يريدها المجتمع من خلال التقيد بالقيم الاجتماعية وعدم ممارسة سلوكيات شاذه تعبر عن عقد نفسية مخزونة وشعور نقص مصدره سلطة مترسبة في طفولة الذات الاجتماعية تدفع الى ممارسات غريبة ومحاولات تقليد عادات ممجوجة ودخيلة على المجتمع.. ولعلنا نتطرق الى فئة من مجتمعنا السعودي وهم المراهقون خاصة ونحن نعلم ان هؤلاء يمثلون 65% من السكان وهم الطبقة الاكثر تأثرا بما هو جديد دون اعتبار لسلبياته وايجابياته مع توافر المادة للبعض وغياب الوعي الاسري والتركيز على جانب واحد من جوانب الحياة مما يفسح المجال (للشارع) بما يحمله من شوائب وعادات لا نتمناها في مجتمعنا ومن ذلك المناظر المؤذية التي يجب ان نعترف بوجودها كواقع نشاهده على دروب حياتنا التقليد الاعمى لكل (موضة) يصدرها الغرب عبر وسائل الاعلام المختلفة وما يتبعها من تشويه لصورة ابنائنا مما يدعو للتهكم والسخرية والشفقة على هذه السلوكيات.
كذلك ظاهرة المعاكسة من خلال الهواتف وفي الاسواق التجارية اضافة الى تشويه المرافق العامة وجدرانها بالكتابات الصبيانية خاصة في مرافق المساجد وعلى الطرق وداخل المدن مما يشوه الصورة لمجتمعنا وهو القدوة بين الأمم لاعتبارات عديدة اضافة الى ظواهر سلبية اخرى مثل (التفحيط) و (التطعيس) التي يمارسها بعض الشباب وخطورة ذلك على حياتهم وحياة الآخرين.. وتلافيا لكل هذه الظواهر والسلبيات لابد من التكاتف في سبيل القضاء عليها بتوافر الجهود من الاسر والمدارس والحكومة والقيام بمسئولياتهم وفق الامكانات بالتوعية وايجاد المراكز والاندية لممارسة الهوايات المتعددة وقتل الفراغ لدى الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة كما ان القطاع الخاص يجب ان يكون له دور في مجال الاستثمار وانشاء اندية ترفيهية ومعاهد تدريب للمواهب والابتكارات الشبابية العلمية لمختلف المهن ومنح تسهيلات من الحكومة وحوافز في هذا المجال الهام هدفا لحفظ ثروة الوطن الحقيقية وهم الشباب.
عبدالله الفريجي ـ الخبراء