أخبار متعلقة
الساعات تمر ثقيلة على اسرة وأقارب ومعارف المقدم حمود بن علي الربيع الذي اغتالته ايد غادرة مجهولة بالقرب من منزله.. بينما يسابق رجال الامن والمحققون الزمن في تحريات مكثفة لكشف النقاب عن التفاصيل الغامضة للجريمة ودوافعها.. (اليوم) تحاول في سطورها القادمة ان تقدم رؤية كاملة لقضية مقتل المقدم الربيع مدير شرطة العزيزية في منطقة الجوف التي شهدت 4 جرائم متشابهة في شهور قليلة.. في متابعة متواصلة لنتائج التحقيقات..
وكان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز قد قدم اول امس واجب العزاء لأسرة وذوي شهيد الواجب المقدم حمود علي ربيع السويلم الذي تعرض لحادث قتل برصاصات غادرة اغتالته داخل سيارته اثناء توجهه من عمله الى منزله بضاحية اللقائط شرق سكاكا.
رافق سمو الأمير فهد بن بدر مدير الشرطة بمنطقة الجوف اللواء محمد بن عبدالعزيز الفريح ومدير ادارة الدفاع المدني عبدالرحمن بن نجم البادي وعددا من الضباط بشرطة الجوف وزملاء القتيل... وقد شهد منزل الربيع حركة دائبة منذ اكتشاف وفاته ظهر الاثنين الماضي التي صدمت جميع معارفه من المسئولين ومعارفه واصدقائه الذين لم يعرفوا أي عداءات سابقة للمقدم الربيع الذي كان يتمتع بسيرة حسنة ودماثة خلق.
وبالرغم من الجهود الامنية التي بدأت عقب حدوث الجريمة مباشرة والتحريات المكثفة التي تبذلها شرطة الجوف حول الحادث فان الغموض مازال يحيط بتفاصيل الجريمة التي نفذها مجهول بسلاح رشاش ولاذ بالفرار..
وتعود وقائع اغتيال الربيع الى مابعد ظهر الاثنين الماضي (الساعة الثالثة) حارة اليابس الهادئة بضاحية اللقائط تشهد مرور سيارة خضراء من نوع (بي. ام. دبليو) وبداخلها الربيع عائدا من عمله متوجها الى منزله الذي يبعد عن موقع الحادث حوالي 50 مترا فقط.. اصوات الطلقات النارية شقت هدوء ما بعد الظهيرة وما هي الا دقائق حتى خرج مواطنوه حي اللقائط والمصلون من المسجد القريب ليكتشفوا انهم امام جريمة بشعة راح ضحيتها مدير شرطة العزيزية المعروف بحسن سيرته.. المشهد المروع مازال عالقا بأذهان اهالي المنطقة.. الطلقات النارية التي اخترقت جسد الفقيد والسيارة الدائرة في نهر الطريق بينما القاتل لا اثر له!
انتقلت على الفور الفرق الامنية التابعة لشرطة الجوف وقامت الادلة الجنائية بمعاينة موقع الحادث ورفع البصمات وآثار الجريمة من رصاصات فارغة تم التحفظ عليـــها بينما تــم نقل جثة الربيــــع الى مستشفى الأمير عبدالرحمن الســــديري ليبدأ فريق التحقيقات تحريات مكثفة ومحاولات فك طلاسم الجريمة وكشف النقاب عن دوافعها.
المعلومات الاولية ارتبطت بالضرورة بتفاصيل الحياة العملية للربيع الذي يبلغ من العمر (45 عاما) ويعيش حياة اسرية مستقرة لديه 4 ابناء اكبرهم (علي) وابنة واحدة وقد عمل محققا بقسم تحقيق الامن الجنائي في سكاكا كما عمل مساعدا لمدير شرطة طبرجل ومديرا لمركز شرطة طبرجل قبل ان يصبح مديرا لشرطة العزيزية بسكاكا.
الحادث الرابع!!
الجريمة الغامضة تثير علامات استفهام عديدة لعل اهمها تلك المرتبطة بالطبيعة الشخصية للربيع الذي لم تكن له عداوات شخصية او خصومات قد تؤدي الى الانتقام الدموي... وتبرز خيوط اخرى متعلقة بطبيعة منطقة الجوف التي شهدت 4 حوادث عنيفة خلال عدة اشهر مازالت اثنتان منهما تكتنفهما دوائر غامضة حول دوافع الجاني المجهول.. المسلسل الدموي بدأ منذ 7 شهور بقتل رئيس المحكمة المستعجلة وعضو هيئة اعمار بيوت الله الشيخ عبدالرحمن محمد السحيباني اثناء توجهه لاداء صلاة الجمعة في مسجد عمر بن عبدالعزيز ثم تبعتها جريمة اخرى شهيرة اغتال فيها مجهول الدكتور حمد الوردي وهو في طريقه لاداء عمله بالامارة صباحا في فبراير الماضي ثم تبعتها جريمة مقتل عسكري بمرور الجوف يدعي علي ناصر الرويلي وهي الجريمة الوحيدة التي تم ضبط مرتكبها واعترف بتفاصيل جريمته.. ثم يأتي ختام المسلسل الدموي بجريمة اغتيال المقدم الربيع التي تحققها الشرطة حاليا.. بالاضافة الى تهديد بالقتل تلقاه احد مسئولي التعليم بمنطقة الجوف...
التحقيقات الامنية لن تغفل أي من محاور البحث حول العلاقات الشخصية للربيع والطبيعة الخاصة لمنطقة الجوف وربط الحادث بمسلسل الجرائم التي شهدتها المنطقة خاصة ان زملاء الربيع جميعهم اكدوا انه مثال للتراحم والود وكان يتمتع بصفات شخصية حسنة جعلت منه نموذجا محبوبا لرجل الامن القادر على اكتساب ثقة وحب المحيطين به من خلال عفويته في التعامل ولم تسجل اقوال اقارب ومعارف وزملاء الربيع أي مشاحنات ملفتة قد تكون دافعا لمثل هذا الانتقام الوحشي الذي تعرض له وهو داخل سيارته مرتديا زيه العسكري. اهالي منطقة الجوف هم الاكثر حزنا وتألما بالحادث ويؤكدون وسط اجواء عزاء عامة ان المسلسل الدموي في المنطقة غريب على اهلها التي تتميز بصلة التراحم والترابط بين قبائلها.
ذهول اهالي الجوف يختلط مع تأملهم وفضولهم الحذر المترقب لنتائج التحقيقات الامنية التي قد تكشف لغز مقتل الربيع ومسلسل استهداف المسئولين بالمنطقة.
الامير محمد بن نايف معزيا أسرة القتيل