على الرغم من الطبيعة الانسانية التي يجب ان تمثلها المساعدات الانسانية المقدمة الى الشعب العراقي فان هناك من استغل ذلك ليتربح منها عبر سوق سوداء اخذت تستشري بشدة. ويبدو ان ما يشاهد على شاشات التلفزة من مساعدات انسانية توزعها المنظمات المختلفة وتتلقفها ايادى المواطنين العراقيين في جنوب العراق لايعبر عن حقيقة المأساة المريرة التي يعانيها هؤلاء من اناس باعوا ضمائرهم وذممهم لاستغلال الوضع القلق الذي تشهده البلاد. وفي لقاءات متفرقة أجرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع عدد من المواطنين العراقيين قال محمد كاظم وهو في العقد الثالث من عمره ان عصابات نهب مسلحة تقوم بالسيطرة على معظم المساعدات التي توزع على الشعب العراقي في الجنوب وذكر ان هذه العصابات تتسلل ليلا الى البيوت التي تتحرى عن وصول المساعدات اليها لاسيما في المناطق الفقيرة مبينا ان كثيرا من العراقيين في الارياف والقرى يعيشون تحت الحد الادنى من الفقر والجوع. وقال كاظم وهو يتحدث الينا بمرارة: قد يمكنك ان تصف ماهو الحد الادنى في كتابتك لكن لا يمكنك ان تعرف ماهو دون الحد الادنى الا ان تكون احد افراد اسرتي. واضاف وهو يشكل حلقة بيديه ويخنق بها رقبته ان هذه العصابات حلقة ارهابية تضيق عليهم اسلوب حياتهم البسيطة وتخنق المحتاجين والمرضى. والاطفال لم يعرف الحليب طريقا الى أفواههم منذ شهور.