ظاهرة أطفال الشوارع أو شبه الظاهرة، لقلة انتشارها ولكن الخوف من هذا الانتشار، الأطفال الذين يبيعون معطر السيارات أو أغطية زجاج السيارات أو الورد أو ما شابه ذلك أو يتسولون عند اشارات المرور وفي الساحات العامة ظاهرة تنذر بضياع مستقبل وبالخطر المحدق الذي يتهدد هؤلاء الأطفال، لابد أن تكون هناك أسباب وراء هذه الظاهرة وما أكثر هذه الأسباب، أطفال بلا عائل مؤتمن أو راع يعرف مسؤولياته، كأب مهمل أوغائب، وأم اما جاهلة لا تدرك مخاطر التجوال والتسكع في الشوارع دون رقابة وربما الفقر أجبرها على دفع ابنها لكسب الزرق بهذه الوسيلة وقد تكون مهجورة مغبون حقها من قبل الزوج ولا حول لها ولا قوة ولا قدرة على حماية أطفالها من التشرد والضياع خاصة عندما تكون الأسرة كبيرة وفقيرة ولا عائل لها. التفكك الأسري من أهم الأسباب المؤدية للانحراف، وكثرة المشاكل العائلية التي يكون ضحيتها بالطبع هؤلاء الأطفال إما بطلاق الزوجة وسوء معاملة زوجة الأب التي تدفع بالطفل للهروب الى الشارع والبحث عن مأوى ولقمة عيش وقد يكون الطفل تحت رحمة زوج أم لا يرحم.. وقد يكون العنف والعقاب القاسي من قبل الأب أو أحد الأقارب من ضمن الاسباب وان تعددت الاسباب فالخطر واحد ووارد ولا مفر منه، لا أشك في أن جهة الاختصاص لا تسمح ولن تسمح باستمرارية هذا الوضع ولكني آمل الاسراع قبل أن يتورط هؤلاء الأطفال في مشكلات عديدة من السلوكيات غير الاجتماعية كالتدخين وما هو أبعد من ذلك أو الانتماء لعصابات فاسدة واستغلالهم استغلالا سيئا لا قدر الله، ومن المؤسف له حقا أن يكون المتشرد ينتمي لأسرة عريقة وغير فقيرة ولكنها موطن للشجار الذي لا ينتهي ومقر لتنافس الوالدين واستماتتهما في انتصار كل منهما على الآخر وانشغالهما بالحروب الطاحنة التي تأكل الأخضر واليابس.. أسرة مفككة يغيب فيها الحوار الحضاري بين الوالدين ويفتقد فيها أسلوب التربية السليمة.
العلاج لابد أن يبدأ من داخل الأسرة قبل أن يكون من خارجها، يجب إيجاد جو تربوي سليم ومناخ صحي يعيش ويتربى فيه الطفل لضمان استقراره النفسي ويحظى بالأمن والأمان هذا بالنسبة للأسر المقتدرة التي تكثر فيها المشاكل أما الأسر التي ذكرتها سابقا وتحتاج للمساعدة فوزارة الشؤون الاجتماعية كفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة وانتشال هؤلاء الأطفال من هذا المستنقع.. وقد اثبتت مشكورة اهتمامها الواضح بهذه الشريحة، ودور التربية الاجتماعية خير شاهد.. جزاهم الله خيرا.. إلا أنني آمل الاسراع في بحث هذه الحالات قبل الانتشار.