DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالله السفر

عبدالله السفر

عبدالله السفر
عبدالله السفر
أخبار متعلقة
 
الابن في مرحلة المراهقة , في سن الخطر، سن التفلت والخروج من جلباب العائلة , يمارس الاشياء ويختبرها دون (دليل العائلة) وبعيدا عن المسطرة الوالدية التي تحدد وتعزل مرة بصوت زاعق صاعق, ومرة بنظرة صارمة متجهمه , وثالثة قد تنهار هذه المسطرة ليكون الحبل على الغار ب. يتنقل المراهق بين أعشاب الحياة اليومية كيفما عن له دون توقف للسؤال وللتريث عند ما هو مفيد أو ضار. يمارس حياة الغفلة ويتكون عند قابلة أخرى يسميها خبراء التربية (جماعة الأقران) .. يتشرب عاداتهم ويغدو صورة كربونية عنهم في مجرى سلوكه وفي هيئته .. يأخذ عنهم الصالح والطالح .. في الملبس , في قصة الشعر, في التوجهات المسلكية . جماعة الأقران هنا هي الحاضنة التي ينمو فيها المراهق ويتشكل على نحو يقود الى طريقين لا ثالث لهما حسب الرفاق . اما كانوا طيبين صالحين , واما ما تعارفنا برفاق السوء الذين تلمح دخانهم الأسود يتصاعد من مسافة ليست قصيره!!! أن جماعة الأقران تمثل حزمة ضاغطة على المراهق , ومعيارا يتحكم فيه ويرسم له طريقه الذي لا فكاك من ولوجه إذا ما أراد الاستمرار داخل الدائرة حتى لا ينبذ ولا يعير بوصفه جاهلا لم يعرف بعد (الرجولة)!! سعي المراهق الى أن يكون مقبولا من رفاقه وعاديا مثلا , يجعله يبحث عن مسوغات القبول التي تدشن له منصب الاستحقاق بكونه فردا له المكانة المميزة , وله الحظوة والقبول والتقدير .. ومن هذا الباب المغري تندلع الشهب الضارية , تلتهم المراهق , تعيد صياغته وفق نظرة هؤلاء الأقران . فيخضع طائعا مختارا , بل يضع اليدين والقدمين في الدائرة مفتخرا, ترتفع من صدره أنسام البطولة بعلامتها , الفارقة التي تفرزه عما حوله , وتشِمَه بطابع المجموعة التي اختار الانتماء اليها. الساحة مفتوحة .. والملعب شاسع .. والقوانين واضحة تغفل عنها الأسرة , لكن هذه الغفلة لا تعني أن القوانين لا تعمل او موقوفة عن التنفيذ .. ينبغي ألا تتفاجأ الأسرة من النتائج عندما تترك ابنها المراهق لجماعة الأقران تكيفه على هواها .. فهي من وفرت المناخ وهيأت الملعب وأطلقت الصافرة وقد نسيت الابن وأمر تربيته , تنازلت عن دورها لآخرين, هواة في التجربة وفي الحياة. نأسف ونحن نشاهد بعض أرباب الأسر وقد انغلقوا عن ابنائهم . أداروا ظهورهم بالإهمال وغض الطرف .. والانشغال اللاهث في دوامة العمل والأصدقاء والاستراحات , كل واحد من هؤلاء أنشأ لنفسه جزيرة منعزلة عن أهله.. أثث له صدفة زينها من الداخل واستقر فيها بعيدا عن أولاده الذين يراهم كبروا بما فيه الكفاية الى درجة انهم أصبحوا في غنى عن إرشاده ومتابعته , وقبل ذلك عن أحضان محبته وأذرع التفافاته الحانية نحوهم .. لا عجب والوضعية هذه أن يفزع الأبناء الى مكان آخر والى وجوه أخر تمنحه القبول والانتماء والاعتراف. هل نلوم الأقران .. أم نلوم أنفسنا؟؟